أن يثبتوا له سبحانه إلا ما أثبته هو لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله الصادق الأمين الذي لا ينطق عن الهوى، وما جاء في القرآن أو السنة أيضا مما قد يتوهم غير العالم من أنه صفة له سبحانه فهو أيضا لا يجوز قبوله صفة لله تعالى إلا بعد النظر في قواعد الشريعة من آيات وأحاديث صحيحة حتى يتبين هل يجوز إطلاقه أم لا؟
فالمرض مثلا الذي ورد في الحديث القدسي الذي فيه (عبدي مرضت فلم تعدني) لا يطلقه عاقل على المولى سبحانه أبدا ولذلك قلنا: إن الأصل في الصفات النفي، والإثبات محصور معدود وقد استقينا ذلك وأخذناه من القرآن الكريم فالله تعالى أخبرنا عن هذه القاعدة إذ قال * (ليس كمثله شئ) * نفى هنا ب (ليس): وقال * (وما كان ربك نسيا) * نفى هنا ب (ما)، وقال * (لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) * فنفى ب (لم) ثلاث مرات، وقال * (لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك) * فنفى ب (لم) مرتين، وقال * (ما كان الله أن يتخذ من ولد سبحانه) * فنفى ب (ما)، وقال: * (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا) * فنفى ب (لم) ثلاث مرات هنا أيضا، وهكذا والأمثلة على ذلك كثيرة وكلها تثبت أن النفي أصل وثيق مبني على قواعد الكتاب والسنة الصحيحة المطهرة، والله الهادي.
فتلخص من هذا الكلام: أن الألفاظ التي يطلقها بعضهم على الله تعالى على أنها صفات قسمان:
(القسم الأول): ألفاظ أو صفات لم ترد في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ولا أجمعت الأمة عليها فهذا القسم لا يجوز إطلاقه على الله سبحانه لأننا لا نصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه ويتظاهر المجسمة بأنهم متفقون معنا في ذلك!!
فيقولون: (لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه)، إلا أنهم في الحقيقة لا يلتزمون بذلك بل يطلقون عليه سبحانه وتعالى وصف الحد والجهة والحركة والسكون