في ذلك!! ونزيد هنا ما لم نذكره هناك فنقول:
قول المشبه والمجسم يضحك لا كضحكنا كما نقول سميع لا كسمعنا وبصير لا كبصرنا تمويه لن يجديه شيئا!! لأن المراد بقولنا يسمع سبحانه لا كسمعنا:
أن نثبت لله تعالى السمع ثم ننزهه عن آلة السمع وهي الأذن وعن الأعضاء والصورة والجوارح وغير ذلك، فيتصور وجود صفة السمع بلا آلة ثم يفوض علم ذلك إلى الله تعالى بعد الإيمان بأن له سبحانه سمعا لأن صفة الخالق لا يمكن للمخلوق أن يدركها لأنها قد اتحدت في الاسم دون المسمى، لكن الجلوس والحركة والملل ونحو هذه الألفاظ التي تطلقها المجسمة دون ترو ولا بصيرة على الله تعالى لا يتصور فيها وجود شئ يمكن إثباته بعد نفي عنصر التشبيه منها وتفويض معناه لله جل جلاله!!
فالحركة مثلا التي يصف الله تعالى بها المجسمة لا يفهم منها إلا الانتقال من محل إلى آخر ولا تعقل إلا بذلك، فإذا نفيت بعد إثباتها الانتقال لم تعد حركة فيبطل ما أثبته المجسمة حينئذ من أساسه ويتبين أن كلامهم متناقض في ذلك لأنه لم يبق شئ يمكن إثباته خلافا للسمع والبصر فلا تغفل عن هذا!!
فالمرض مثلا والنسيان الواردان في الكتاب والسنة والمضافان إليه سبحانه وتعالى لا يمكن اعتبارهما صفة له سبحانه للقاعدة التي قررناها، وبذلك يتبين بطلان كلام من يقول: (نقول يمل لا كمللنا وله يد ليست كأيدينا مثلما نقول يسمع لا كسمعنا ويبصر لا كبصرنا)، لأن هذا كلام إنشائي مجمل بعيد عن التحقيق العلمي المستند لنصوص الكتاب والسنة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
فمما تقدم في الفصول والأبواب السابقة يتبين لنا أن المشبهة والمجسمة أرادوا أن يطلقوا على الله تعالى بعض الألفاظ التي يسمونها صفات وهي مما لا يستقيم إطلاقه صفة لله تعالى حسب الموازين الشرعية المأخوذة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي سقناها في مواضعها وخاصة عند ذكر الأمثلة والنماذج في موضوع الصفات، وهذه الألفاظ التي أراد المشبهة والمجسمة إثباتها لله تعالى على