معول الهدم على القيم الدينية وعلى استئصال المعارف الإسلامية فزج بعملائه في إدارة المعارف، والمعاهد، ليتولوا وضع المناهج.
............................... (1) إن الغزو الثقافي لا يقل خطرا عن الغزو المسلح الذي قام به الاستعمار فإن من أهم مقاصده أن تشحن أفكار الناشئة وعواطفها بألوان من ثقافتهم المعادية للإسلام وكان من الطبيعي أن لا يتسنى لهم ذلك إلا بفتح المدارس على الأسلوب الذي يضعونه وقد أعربت عن ذلك (مس بل) الجاسوسة الانكليزية بقولها:
إن رجال الدين كانوا من أكبر دعاة الثورة في العراق خلال الحرب العالمية الأولى، وبعدها، وهذا مما دعا رجال الحكم إلى إنشاء المدارس الحديثة لكي يضعفوا بها الدين في نفوس الجيل الجديد ويقتلعوا بذلك جذور الثورة من أساسها " (2).
إن المناهج التدريسية قد عمل الحكم الصليبي على وضعها وحمايتها فأهمل فيها أمر الدين إهمالا صريحا واضحا فلم تدرس منه إلا دروس باهتة لا تنفع في تهذيب الطالب ولا تجدي في تربيته الأمر الذي أدى إلى فساد الطلاب وتفسخ أخلاقهم وترهلهم، وانتزاع الوعي الديني من نفوسهم.
هذه بعض الأمور التي ولج فيها الاستعمار وقد أدت إلى تغيير الأوضاع العامة، وإلى تفلل وحدة المجتمع، وإصابته بالأحداث الخطيرة والنكايات المؤلمة التي سببت تأخره في جميع الميادين.