والإيرادات عليه، فليست السياسة الإسلامية تدبير شؤون الأمة على الاطلاق بل فيما إذا كانت متفقة مع أصول الإسلام وغير مخالفة لقواعده العامة، وإن كان لم يرد بذلك التصرف دليل خاص من الشرع المقدس، وقد سلك صاحب (اللؤلؤ النظيم) مسلكا آخر في تعريفها فقال: " هي علم بأصول يعرف بها أنواع الرئاسات والسياسات المدنية وأحوالها وواضعه أبو الحسن الأهوازي صاحب كتاب (تهذيب السياسة في الحكم السياسي) وحكمه الوجوب الكفائي أو الندب " (1).
إن هذا التعريف جعل علم السياسة عبارة عن الأصول والقواعد التي تعرف بها أنواع الرئاسات والسياسات المدنية وأهمل مطابقتها للشرع ومن ثم كان التعريف ناقصا اللهم إلا أن يريد بهذا التعريف الكشف عن مفهوم السياسة وحينئذ فيكون أجنبيا عن علم السياسة الإسلامية.
ب - موضوعها:
أفاد المعنيون بهذا العلم أن موضوعه النظم والقوانين التي تتطلبها شؤون الدولة من حيث مطابقتها لأصول الدين، وتحقيقها لمصالح الناس وحاجاتهم فموضوع هذا العلم النظم والقوانين فيما إذا كانت مطابقة لأصول الدين وغير مخالفة لقواعده.
ج - غايتها:
إن الغاية من علم السياسة الإسلامية هي الوصول إلى تدبير شؤون الدولة بنظم من دينها، والإبانة عن كفاية الإسلام بالسياسة العادلة، وتقبله لرعاية مصالح الناس في مختلف العصور والبلدان (2).