إن تشجيع التجارة والصناعة وحمايتهما من العابثين من أهم الأمور التي تؤدي إلى زيادة الانتاج وتوفر العمل في البلاد، ولكن الإسلام لم يمنح التجار وأرباب الصناعة الحرية التامة في تجارتهم وصناعتهم كما منحتها لهم المذاهب الرأسمالية، فلم يسغ التجارة بالربا والاحتكار والاستغلال لأنها تؤدي إلى اضطراب الحياة الاقتصادية وتوجب حصر الثروة عند فئة خاصة وحرمان الأكثرية الساحقة منها كما لم يسغ بعض الصناعات كصنع آلات اللهو والقمار وغيرها مما يوجب نشر الفساد في الأرض.
2 - القضاء على تضخم الثروة:
إن تضخم الثراء الفردي مما يوجب نشر الفقر وشيوع البؤس والحرمان، وقد قضى الإسلام على ذلك ووضع أسمى المناهج وأروع الوسائل لإزالته، ونشير إلى بعضها.
(1) - تحديد التجارة:
إن الإسلام حدد التجارة، وحرم بعض طرقها ووسائلها لأجل المصلحة العامة فقد نهى عن الأمور التي تلي:
(أ) - الاحتكار:
وشدد الإسلام في النهي عن الاحتكار يقول الرسول (ص): " لا يحتكر الطعام إلا خاطئ، وإنه ملعون " ويقول (ص): " من احتكر الطعام أربعين يوما فقد برئ من الله وبرئ الله منه ".