تقديم الطبعة الثانية - 1 - هذه بحوث عن النظام السياسي في الإسلام كنت قد نشرتها بين الناس قبل حفنة من السنين، وقد حاولت فيها أن أعطي صورة متميزة عما شرعه الإسلام وفننه من الأنظمة السياسية الخلاقة التي تضمن للناس حياة آمنة لا قلق فيها ولا اضطراب، وقد قايستها مع الأنظمة السياسية الحديثة التي أشاعت الذعر والرعب في نفوس الناس، وأغرقت العالم في الفتن والمحن والخطوب، ففي كل يوم تنقل محطات الإذاعة والتلفزيون والصحف السيارة صورا رهيبة من المآسي التي يشهدها العالم من الانفجارات، واختطاف الطائرات، والمذابح الجماعية، وغير ذلك من الأحداث المؤلمة التي تركت الإنسان المعاصر يعيش على أعصابه من الفزع والخوف.
إن الأحداث العالمية تؤكد بصورة قاطعة فشل الأنظمة السياسية الحديثة من الرأسمالية والشيوعية في حل مشاكل الإنسان والتغلب على الأزمات المحيطة به، والسبب في ذلك يعود إلى أنها لم تعن بتربية الضمير الإنساني وتهذيب