أنا عقبة بن بشير الأسدي، وأنا في الحسب الضخم من قومي فانبرى إليه الإمام فرد منطقه قائلا:
" ما تمن علينا بحسبك، إن الله رفع بالإيمان من كان في الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا، ووضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا فليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى ".
إن الإسلام رفع مكانة المؤمنين بالله، وإن كانوا ضعفاء ولم تكن لهم منزلة اجتماعية قبل الإسلام فإنه قد ميزهم على غيرهم كما أنه حط من شأن الكافرين والطغاة والجبابرة، وإن كانت لهم منزلة مرموقة في الأوساط فإن الإسلام قد حمل معول الهدم على ذلك، وقد تقدم الكلام في بيان ذلك على نحو التفصيل عند البحث عن حقيقة المساواة في الإسلام.
إلى هنا ينتهي بنا الحديث عن بعض العلل والأسباب التي توجب تصديع الأخوة الإسلامية وتشتيت شمل المسلمين وقد حرمها الإسلام تحريما قاطعا ولم يسغ أي وسيلة تعترض في طريق الأخوة والتعاون.
إن الأخوة التي نادى بها الإسلام قد استندت إلى الأسباب الوثيقة واعتمدت على الأسس السليمة، ولو أن المسلمين أخذوا بتلك العوامل والأسباب وطبقوها على مسرح حياتهم لكانت رابطة الأخوة الإسلامية أقوى من رابطة النسب، ولساد الحب وانتشر الوئام والصفاء فيما بينهم.
حقوق الأخوة:
ووضع الإسلام للأخوة الدينية حقوقا ألزم المسلمين بمراعاتها، وتطبيقها،