وهل هناك إرهاق للمجتمع أقسى من هذا الارهاق، أو استهانة بحقوقه أفظع من هذه الاستهانة... إنه يريد نشر الجوع والفاقة بين صفوف الأمة وسلب جميع مقوماتها ومقدراتها حتى تفقد الحياة.
ولا يختص إرهاق الشعب بفرض الضرائب عليه فإن له طرقا أخرى كإهمال السلطة للمشاريع الحيوية العامة التي تنتعش بها البلاد ويزداد بها دخل الفرد فإن الجهاز الحاكم إذا أهمل ذلك ولم يعتن به اضطربت الحياة الاقتصادية العامة وواجه المواطنون أمر ألوان العنت والإرهاق وخيم عليهم البؤس والحرمان.
كما أن إهمال السلطة للأمن العام يعرض البلاد للمخاوف ويوجب شيوع القلق والاضطراب بين جميع أبناء البلاد.
إن السلطة إذا أهملت واجباتها، ولم تقم بها على الوجه الأكمل تتعرض الحياة العامة إلى الهزات العنيفة، وتسود فيها الفوضى والتذمر وتشرف البلاد على حافة الخطر والهلاك.
4 - نهب الأموال:
إن السياسة الظالمة المنحرفة عن القيم الإنسانية والمبادئ السامية تفسد بجهازها جميع أوضاع البلاد وبالأخص الناحية الاقتصادية فإنها تنهب جميع ثروات البلاد لصرفها على ملاذها ورغباتها.
فقد أسرف الحكام الجائرون في البذخ والدعارة والمجون وتعمير القصور.
لقد بنى بعض الملوك قصرا واسع الردهات فأنفق عليه الأموال الطائلة وقد وصفه بعض الشعراء بقوله: