لهم كل المخالفة فأشرفوا بدولتهم على الزوال " (1).
إن إعادة الحياة الإسلامية الحافلة بالشرف والمجد وإن تقدم المسلمين وسيادتهم لا يمكن حصوله إلا بتطبيق أهداف الإسلام وتعاليمه على حياتهم وتبني حكوماتهم لصيانة كرامة الدين والتزامها بشؤونه وأحكامه.
2 - فصل الدين عن الدولة:
إن الإسلام لما غزى بمبادئه الرفيعة جميع أنحاء المعمورة وكانت كلمته العليا في جميع المجالات حقدت عليه القوى الكافرة فشنت عليه الحروب الصليبية.
وأخذت تعمل متضامنة على غزو البلاد الإسلامية وتقطيع أوصالها والإجهاز على كيانها الفكري وقد ساعدها على الغزو والاحتلال ضعف المسلمين وانحراف ساستهم عن طاقات الإسلام وعدم وعيهم لأهدافه فتمكن المستعمرون على احتلال البلاد الإسلامية وتمزيقها إلى دويلات خاضعة لإرادة المستعمر ومنفذة لمخططاته وخاضعة لإرادته.
إن المستعمرين حينما استولوا على البلاد الإسلامية وتصرفوا في شؤونها وأمورها زجوا بعملائهم وعبيدهم في الميادين العلمية والثقافية فأخذ هؤلاء العبيد ينالون من كرامة الدين ويتهمونه بشتى التهم والظنون وقالوا فيه إنه كالمسيحية لا علاقة له بنظم الحياة وواقعها فللمسلمين أن يختاروا نوع الحكم الذي يريدونه لأن دينهم بعيد كل البعد عن شؤون الحكم وقد أعلن ذلك أحد قضاة مصر قبل حفنة من السنين في كتاب أسماه " الإسلام وأصول الحكم " وقد زعم فيه أن أصول الحكم ليست من الإسلام في قليل ولا في كثير وللمسلمين أن يختاروا