الجهاد والكفاح حتى استشهد في سبيل الله.
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم الدعائم التي يقام عليها الأمن العام ومن أوثق الركائز التي يستند إليها العدل ولولاهما لما أقيمت سنة ولا أميتت بدعة، وعلينا أن نشير إلى كيفية وجوبهما وإلى شرائطهما ومراتبهما وإلى ما ينبغي أن يتصف به الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر وإلى القراء ذلك:
1 - الوجوب:
لا إشكال في وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عند توفر الشرائط، ووجوبهما كفائي يجب على عموم المسلمين القيام به فإن قام به بعضهم سقط الوجوب عن الآخرين وإلا فقد أثم الجميع وأخلوا بالواجب.
2 - الشرائط:
إنما يجب الأمر بالمعروف فيما إذا توفرت الشروط وهي أربعة " الأول " علم الآمر بأن ما يأمر به معروف وأن ما ينهى عنه منكر فلا يجبان في المشتبه بل لا بد من الاحراز والقطع بذلك كي يأمن من الغلط والخطأ " الثاني " تجويز التأثير فلو علم أو غلب على ظنه أنه لا يؤثر فيه لا يجب لعدم الفائدة " الثالث " القدرة والتمكن منه، وعدم تضمنه للمفسدة فلو ظن الضرر على نفسه أو على بعض المؤمنين فإنه يسقط الوجوب عنه " الرابع " أن يكون المأمور أو المنهي مصرا على الاستمرار، فلو ظهر منهما إمارة الاقلاع عن المنكر سقط الوجوب.