2 - في الإسلام:
الحرية في الإسلام تطلق تارة ويراد بها الخلوص من العبودية فيقال:
حر - أي غير مملوك - وأخرى يراد بها الرضا والاختيار، فيقال فلان سحر في تصرفاته أي غير مكره فيها - كما أنها تطلق ويراد منها تخليص النفس من الأوهام والخرافات، كما يقال: فلان متحرر من الأوهام وقد بذل الإسلام جميع طاقاته على تحقيق ذلك وعلى تنوير العقول بقوة الإيمان بالله فإن المجتمع الجاهلي كان قبل بزوغ نور الإسلام أسيرا للعادات الخرافية والأمور الوهمية فجاء الإسلام فحطم تلك القيود والأغلال ودعا المجتمع إلى التحرر والانطلاق وإلى إيقاظ عقولهم وتحرير أفكارهم وقد نعى الذين يتبعون آباءهم ويقلدونهم في عاداتهم الجاهلية قال تعالى:
" وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون " (1).
كما أنه دعا إلى التفكير في جميع المجالات ولم يسغ إلغاء الطاقات العقلية التي وهبها الله للإنسان وجعل الذين يهملون عقولهم ولا يسترشدون بتفكيرهم مثلهم كمثل الحيوان السائم قال تعالى:
" ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون " (2).