ويبذل المزيد من الجهود إلى كسر شوكته، وقد أدلى تشرشل بذلك فقال:
" إن القوى التي تحاربنا في الشرق هي الإسلام، وإذا أردنا أن نحتفظ بالشرق فعلينا أن نكسر شوكة الإسلام... ".
وقد رصدت أميركا في عهد دلس وزير خارجيتها الملايين من الدولارات لمحاربة الإسلام في الشرق الأوسط فرسمت الخطط الخبيثة في عمق وشمول لتحطيم الإسلام، وتجريده من مفاهيمه الحية، ولكنا على ثقة إن المخططات الاستعمارية الرامية للقضاء على الإسلام وشل فعالياته وطاقاته وجعله في معزل عن واقع الحياة العامة أو تجريده عن المبادئ السياسية العليا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنجح، ولا بد أن تبوء بالخيبة لأن الإسلام دين الفطرة لا تستغني عنه الحياة، ولا تستقيم شؤون الناس من دونه، قد أحاطه الله بلطفه، وأضفى عليه الفوز والخلود وكتب له النصر والبقاء ولأعدائه الفشل والخسران.
- 3 - وبعد ما سقطت الدولة الإسلامية العظمى صريعة بأيدي الغزاة المستعمرين تدخل المستعمرون تدخلا مباشرا في جميع الشؤون الاجتماعية، وسيطروا سيطرة تامة على جميع النقاط الحيوية الحساسة في البلاد، الأمر الذي أوجب تأخر المجتمع وفساد أوضاعه، وشيوع الاضطراب في محيطه الاقتصادي، والإداري والثقافي حتى فقد جميع مقومات حياته من العزة والمجد والأصالة، وأصبح نهزة للطامع، وبغية للفاتح وانحط إلى أسفل درك من الذل والمهانة بعد ما كان في القمة في عزه وسيادته.