والإسلام يبرأ منها، ولا تمثل وجهة نظره، وكثيرون من أعداء الإسلام قد آخذوه بأعمال بعض الأدعياء من الذين قفزوا على منبر الحكم كالوليد والمنصور والمتوكل وأمثالهم من أئمة الظلم والجور الذين انتهكوا الحرمات، وطاردوا المصلحين والأخيار فإن هؤلاء ليس لهم أي علاقة بالإسلام، وبعيدون كل البعد عن إطاره وحقيقته، فلا يصح بأي حال أن تحسب أعمالهم على الرصيد الإسلامي وتتخذ مقياسا تقاس به السياسة الإسلامية في أهدافها.
إن الإسلام لا يمثل مفاهيمه الخيرة إلا الأكفاء المتوفرون بتربيتهم على مثاليته وهديه الذين طبقوا أهدافه على واقع حياتهم فإن أعمالهم وتصرفاتهم هي التي تكون مقياسا ودليلا وأما الأدعياء من رجال الحكم الأسود الذين حملوا معول الهدم على جميع المفاهيم الإسلامية فإنهم بحكم الضرورة أعداء الإسلام وخصومه فكيف تكون أعمالهم مقياسا ودليلا؟؟!
5 - أنواعها:
إن السياسة بما لها من المفهوم الشامل تنقسم إلى نوعين " الأول " السياسة العادلة، وهي التي أوجبها الإسلام، ورفع شعارها وسار عليها في أيام حكمه.
" الثاني " السياسة الظالمة المنحرفة عن طريق الحق والصواب وهي التي حرمها الإسلام، وحرم التعاون مع رجالها في جميع المجالات وقد أدلى بما ذكرنا العلامة ابن الجوزي بقوله:
" إن السياسة نوعان سياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر فهي من الأحكام الشرعية علمها من علمها وجهلها من جهلها، والنوع الآخر سياسة ظالمة فالشريعة تحرمها (1).