القديم على غير ما هي عليه الآن فكانت الدولة إذا بدت لها حاجة في بلاد غيرها أوفدت إليها الوفود فإذا قضوا مهمتهم عادوا إلى بلادهم غير مستنيبين فيها، وكان ذلك سببا في كثير من الحروب التي ثارت على أثر حادث طفيف.
وأضاف يقول: إن أوربا في القرن السادس عشر عدلت عن إيفاد المندوبين واستبدلت بهم مقيمين وقد نهجت على هذا المنوال جميع الدول فكان السفراء مهمتهم إبلاغ حكوماتهم بما يعلمونه من المصالح السياسية أو التجارية والمحافظة على أبناء وطنهم المقيمين في تلك البلاد.
وأما السياسة المدنية فهي تدبير شؤون المعاش مع عموم الرعايا على سنن العدل والاستقامة، وهي من أقسام الحكمة العملية وفي عرف السياسيين إنها عبارة عن التدابير اللازمة لإدارة أعمال الناس بحيث يجري الإنسان في عمله على وفق السنن الطبيعية التي تجدد سعيه واجتهاده في ترقية حاله وقد يقال لها الاقتصاد السياسي وقد آثرنا تعريفها بالسياسة المدنية فإن هذا التعريف أوفى بالغرض وقد ارتأى الأستاذ " وبرت طمسن " أن تسمى بالتدبير الوطني (1) ثم ذكر بعد هذا كلاما مسهبا في تعريفها وتحديدا.
3 - علاقتها بالعلوم الأخرى:
وذكر الأخصائيون بالعلوم السياسية أن لها ارتباطا وثيقا بما يلي من العلوم وهي:
1 - العلوم الطبيعية:
وتتصل علوم السياسة بالعلوم الطبيعية عن طريق علمي الحيوان، والجغرافيا