حكمهم على حكم الجرمان والفرنج " (1).
إن الإسلام ألزم المسلمين باحترام حق الغير في عقيدته فليس لأحد أن يكره غيره على اعتناق عقيدة خاصة وإذا أراد أن يعارضه في عقيدته فعليه أن يقنعه بالتي هي أحسن ويبين له الوجه في خطأ عقيدته عن اقتناع فإن ثاب إلى الحق فذاك وإلا فليس عليه الضغط ولا مجال ولا حق لأحد في استعمال القوة في هذا السبيل.
ومن مظاهر هذه الحرية التامة في المجال العقائدي التي أعلنها الإسلام أنه لا يلزم غير المسلمين بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية على واقع حياتهم لا سيما في الأحوال الشخصية فإنهم يرجعون إلى أحكام دينهم في هذا الموضوع.
ومهما يكن من أمر فإن التاريخ لم ينقل أن الرسول (ص) قتل كتابيا لأنه لم يسلم، أو عذبه أو سجنه أو منعه من التعبد على طريقته نعم فرض عليهم الجزية وبعض الأمور الأخرى التي ذكرتها كتب الفقه الإسلامي بالتفصيل وسنتحدث عنها في غضون هذا الكتاب ويتفرع على حرية العقيدة ما يلي:
أ - حرية الفكر:
وصف (ملتون) الشاعر الانكليزي الشهير الحرية الفكرية بقوله:
" هي حرية اكتساب المعرفة وحرية النطق بها وإعلانها ومناقشتها حسب ما يمليه عليه الضمير وهي فوق كل الحريات ".
إن الإسلام بكل اعتزاز وفخر فتح آفاق الكون أمام العقل ليتدبر ما فيه ويفكر في شؤونه، ودعاه إلى الانطلاق وإلى بث نشاطه وفعالياته ونعى