تؤمن بأي وسيلة من وسائل النفاق الاجتماعي وإن توقف عليها النجاح السياسي المؤقت لأن الخلافة الإسلامية من أهم المراكز الحساسة في الإسلام فلا بد لها من الاعتماد على الخلق الرصين والإيمان العميق بحق المجتمع والأمة.
إلى هنا ينتهي بنا الحديث عن بعض المبادئ الأصيلة التي تنشدها السياسة الإسلامية وسنوافي القراء عن بعض منها في غضون هذا الكتاب.
1 - السياسة الظالمة:
إن الإسلام حرم السياسة الظالمة بجميع مفاهيمها وألوانها وأوجب على المسلمين أن يهبوا إلى تحطيمها والإجهاز عليها وحرم عليهم التعاون والالتقاء بجهازها في جميع المجالات.
إن السياسة الظالمة تقوم على العنف والبطش والجبروت وعلى إرهاق الشعب واستنزاف ثرواته وسلب إمكنياته وتجريده من مقوماته ونشر الفقر والحرمان في ربوعه فهي لا تعرف الرحمة ولا تؤمن بمصالح الشعوب ولا تقيم وزنا للعدل ولا أهمية للحق لأنها مبنية على البراعة في الجور والاستبداد في الحكم والظلم للعباد إن الإنسانية في ظلال الحكم الجائر تواجه انهيارا خطيرا في جميع قيمها ومقاييسها وتتعرض الحياة العامة إلى الدمار والهلاك وقد بلي المجتمع الإسلامي منذ أقدم عصوره بمن قفزوا على منبر الحكم من السفاكين والمجرمين فصبوا على المسلمين وابلا من العذاب الأليم فطاردوا المصلحين ونكلوا بالأحرار وحاربوا كل نزعة إصلاحية في البلاد ففرقوا الكلمة وشتتوا الشمل ونشروا الفتن والاضطراب وأذاعوا الخوف والإرهاب وأشاعوا الثكل والحداد وقد تمثل ذلك كله على مسرح الحياة العامة للمسلمين في دور الحكم الأموي الرهيب الذي فتح