وقد واجهت الإنسانية في ظل هذه السياسة القائمة ألوانا مريعة من الخطوب والكوارث فقد تكدست الثروة الطائلة عند فئة من الرأسماليين، وعانت الأكثرية الساحقة مرارة الفقر والحرمان، وتعرض العمال وغيرهم للجوع والعري والموت.
إن النظام الرأسمالي قد حفل بالمفاسد والمشاكل وألغيت فيه مصلحة المجتمع وأدى إلى الأزمات الاقتصادية وحدوث الإضرابات المتصلة من بين صفوف العمال كما أوجد الصراع الدائم بين أفراد المجتمع.
وظهرت في الصعيد العالمي سياسة أخرى وهي السياسة الديالكتيكية التي تبناها ماركس، وزمرته، وزمرته الشيوعيون، وهذه السياسة قد آمنت بالملكية الجماعية، ولم تقر الملكية الفردية فصادرت جميع الثروات، وأممتها إلى الدولة باعتبارها الوكيل الشرعي عن الشعب، وحجتهم في ذلك إن إلغاء الملكية يحول دون استغلال العمال وأخذ فائض القيمة منهم.
إن هذه السياسة قد حاربت أقوى الغرائز الأصيلة في الإنسان وهي حبه للتملك، وسعيه وراء منفعته الذاتية فلذا منيت بالفشل وقدمت روسيا في سبيل تطبيقها سيلا عارما من دماء أبنائها، وفتحت أبواب السجون على مصراعيه، وفرضت العقوبات الشديدة على جميع من ينحرف عنها ولا يؤمن بمقرراتها ولكن الشعب الروسي وفي طليعته العمال والفلاحين قد هبوا إلى معارضتها فأخذت السلطة تمعن في قتلهم وتشريدهم حتى أسرفت في القتل والتنكيل فاضطرت الحكومة إلى التراجع عن مقرراتها فمنحت الفلاحين شيئا من الأرض.
إن الشيوعية لتهدم جميع الآمال الكبيرة، وتنسف جميع البرامج الاجتماعية