" وأصبحت المحافل الدولية تشك في كل اتصال دبلوماسي، وكل تصريح لسياسي مسؤول، ولم تعد المعاهدات والاتفاقات والعهود والالتزامات موضع الاحترام بل ينظر إليها كأنها قصاصات من الورق وكل فريق يخشى غدر الآخر ونكثه بالعهود والمواثيق، ويتوجس من المستقبل المحفوف بالمخاوف والشكوك " (1) ويقول (كليمنوص): ما عرفت شيئا أكذب من البلاغات الرسمية.
إن السياسة الحديثة بصورة عامة قائمة على الدجل والنفاق والغدر والقسوة والعناد ومبنية على البراعة في السلب والنهب والاغتصاب والتدمير وعلى تجريد الإنسان من شخصيته الروحية، وفضائله الخلقية حتى فقد العالم الأمن والاستقرار وسادت فيه الأزمات والاضطرابات وانهارت فيه المقاييس الصحيحة.
3 - خداعها للشعوب:
إن السياسة الغربية التي تركزت على المكر والخداع لا تزال تغري الشعوب بوعودها الخلابة الكاذبة وتمنيها بالأماني المزيفة وذلك بتقديم المساعدات الدولارية المبهرجة وهي لا تدفع لها دولارا واحدا إلا وتأخذ عوضه العشرات والمئات إنها تقدم المساعدات الفنية ولكنها في الحقيقة والواقع إنما هي اختلاسات مغلفة.
إن المساعدات التي تقدمها الدول الكبرى سواء أكانت أميركا أم روسيا إلى الدول الإسلامية إنما الغرض منها جعل تلك الدول داخلة تحت مناطق نفوذها، فإنها لا تقدم المساعدات في سبيل الخير والإنسانية؟!! وإنما هي مناورات ظاهرة الغرض منها استعبادها للشعوب وجرها تحت نفوذها.