واعترف غير هؤلاء من أقطاب الفكر الأوربي بأن المبادئ السياسية العليا هي من صميم الشريعة الإسلامية، وليس هو نظاما روحيا فقط ولكن الاستعمار مدعو بأن يلصق هذه الاتهامات بالإسلام لأن نشر مفاهيمه ومبادئه يهدد مصالحه، ويزعزع كيانه فإن الإسلام أول ما يعني في حكمه القضاء على الاستعمار وإزالة شبحه البغيض. يقول بعض الكتاب المعاصرين:
" إن نشر الإسلام الصحيح بمعانيه الحية يهدد الاستعمار الغاشم وأذنابه الدخلاء كما يهدد الحكومات الاستبدادية التي لا تزال تحكم حكما طاغيا جائرا... ".
إن الإسلام خصم للاستعمار، وعدو للحكم الفوضوي الاستبدادي فلذا كان الاستعمار وأذنابه العملاء يضمرون له الحقد الأسود، ويبيتون له الشهر الملتهب ليخلو لهم الجو في استعباد المسلمين، واستغلال ثرواتهم، وقد أعلن اللورد جلادستون في مجلس العموم البريطاني أنه لا يتسنى لهم السيطرة على البلاد الإسلامية إلا برفع القرآن الكريم عن تلك المناطق، قال:
" ما دام هذا القرآن موجودا فلن تستطيع أوربا السيطرة على الشرق الأوسط، ولا أن تكون هي نفسها في أمان... ".
وقد أصاب جلادستون في كلامه الوتر الحساس فإن القرآن الكريم ما دام يعمل به المسلمون، ويسيرون على ضوء تعاليمه فلن تستطيع أوربا أو أي قوة في العالم أن تسيطر عليهم أو تجعلهم تحت مناطق نفوذها بل أن العالم يكون خاضعا لهم كما كان الحال في صدر الإسلام وما بعده من العصور الذهبية.
إن الاستعمار قد أدرك هذه الحقيقة فأخذ يعلن عداءه العارم للإسلام