إن التخلص من الاستعمار أمر ممكن وقريب إن شاء الله، فإنه ليس من الممكن أن يظل المسلمون في غفلتهم واستسلامهم إلى المستعمر يتصرف في شؤونهم وينهب ثرواتهم ويضعهم تحت مناطق نفوذه فقد توالت عليه الثورات وعجز عن مقاومتها وتخلصت من أنيابه وشروره جملة من الشعوب الإسلامية وظفرت بنعمة الحرية والسيادة وعادت لها كرامتها ولكن...
................ (1) إن إعادة الحياة الإسلامية، وتطبيق أحكام الإسلام في جميع المجالات هي بغية الشعوب الإسلامية المتحررة فقد قاتلت، وناضلت، وبذلك المزيد من المجهود في سبيل ذلك فيجب على حكوماتها أن تحقق أهداف شعوبها وآمال رعاياها في ذلك.
وظهرت السياسة الرأسمالية على مسرح الحياة بعد سقوط الدولة الإسلامية وتجزئ أقاليمها إلى دويلات، وهي ذات منهج اقتصادي بحت، فقد عنت بحوثها بالوسائل المادية التي تؤدي إلى نمو المال الفردي وتضخمه، وسعة أرباحه، كما فرضت على الدولة حماية أرباحه وصيانة أمواله، وليس لها أن تقوم بعمليات اقتصادية تناهض النشاط الفردي بل عليها أن تهيئ جميع الوسائل التي تضمن له الحرية، وزيادة الانتاج والأرباح.
إن السياسة الرأسمالية قد آمنت بجميع الأسباب التي توجب زيادة الربح الفردي فأقرت الاحتكار والاستغلال والربا، واستباحت جميع الوسائل التي تحقق أطماع الفرد ورغباته المادية، وإن أوجبت حرمان المجتمع، وشقاءه وتكبيده بالأضرار والمتاعب.