القيم الإسلامية كأبي ذر وإخوانه المجاهدين الذين لم يألوا جهدا في الذب عن القيم الإسلامية والإنكار على من يتصدى لها بالإقصاء يقول الأستاذ السيد قطب معلقا على الموقف الرهيب الذي وقفه أبو ذر تجاه سياسة عثمان.
" إن صيحة أبي ذر كانت دفعة من دفعات الروح الإسلامي أنكرها الذين فسدت قلوبهم ولا يزال ينكرها أمثالهم من مطايا الاستغلال في هذه الأيام لقد كانت هذه الصيحة يقظة ضمير لم تخدره الأطماع أمام تضخم فاحش في الثروات يفرق الجماعة الإسلامية طبقات ويحطم الأسس التي جاء هذا الدين ليقيمها... " (1).
إن اندفاع أبي ذر إلى نقد عثمان كان مبعثه الحفاظ على القيم الإسلامية وإرجاع الحياة الدينية إلى مجراها الطبيعي ولكن السياسة المنحرفة لا يروق لها أن ينبعث صوت يطالب بالإصلاح، ويتعرض لها بالنقد وإنما تريد التأييد لها على الظلم والجور والإقرار على البغي والاعتداء على حقوق المجتمع.
5 - إشاعة الفقر:
ومن الطبيعي أن يمنى المجتمع في ظلال الحكم الفاسد بالفقر والحرمان وتتكدس الثروة عند طائفة خاصة وتحرم منها الأكثرية الساحقة.
وقد صور لنا الشاعر الاجتماعي الكبير أبو العتاهية سوء الحالة الاقتصادية في إيام هارون بقوله: