1 - اتجاه السياسة الغربية:
إن السياسة الغربية متجهة نحو الاستعمار ومتعطشة إلى التسلط على الشعوب المستضعفة وابتزاز ثرواتها، والاستيلاء على ما تملكه من المواد الأولية لتصرف على مصالح شركاتها، ومصانعها، وقد رسمت لذلك خطة قائمة على المصلحة العمياء، فهي لا تعقد معاهدة ولا اتفاقا ولا مفاوضة، إلا أن تحرز لها المنفعة المادية ولا حساب عندها لقواعد القانون الدولي أو للقوانين الأدبية أو للروابط المعنوية وإنما تتبع مصالحها الخاصة وقد عبر تشرشل عن خطة بريطانيا، واتجاهها في سياستها الخارجية بقوله:
" ليس لبريطانيا صديق إنما لها مصالح ".
نعم ليس لساسة الغرب حميم أو صديق، وإنما لهم مصالح ومطامع ترمي إلى الاتساع على حساب الغير، وتدمير الشعوب غير آبهين بمصالح المجتمع وقد أدت أطماعهم إلى المجازر البشعة التي أغرقت العالم في لجج عميقة من الدماء.
إن السياسة الغربية قد كرست جهودها على رفع مستوى بلادها اقتصاديا ومعنويا فهيأت لرعاياها جميع وسائل الرقي والحضارة والعمران ولكنها في نفس الوقت سلبت كرامة الشعوب التي وقعت تحت كابوسها فهي لا تصغي لآلامها ولا يهمها أن تموت من الفقر وتهلك من العري والجوع في سبيل أطماعها.
2 - نقضها للعهود:
وآمنت السياسة الغربية بالغدر والنفاق ونكث العهود والاتفاق فهي لا تفي بعهد ولا وعد، فكم أعطت الالتزامات لبعض الدول المستعمرة لها بالجلاء