العامة التي يعود نفعها لصالح المجتمع بأسره، وعلينا أن نشير إلى بعض المبادئ الرفيعة التي تتبناها الدولة الإسلامية في سياستها الداخلية وهي:
1 - إقامة العدل:
ويجب على الدولة التي تتبنى الإسلام وتسير على منهاجه وأحكامه أن تحقق العدل الاجتماعي في البلاد وتبسط ظله الوارف على جميع العباد، وأن تنصف الناس حتى من الولاة والحكام فيما إذا شذوا عن الطريق وجافوا الحق يقول الإمام أمير المؤمنين (ع) في عهده لمالك الأشتر:
" أنصف الله وأنصف الناس من نفسك، ومن خاصة أهلك ومن لك هوى فيه من رعيتك، فإنك ألا تفعل تظلم، ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده، ومن خاصمه الله أدحض حجته، وكان لله حربا حتى ينزع أو يتوب وليس شئ أدعى إلى تغيير نعمة الله وتعجيل نقمته، من إقامة على ظلم فإن الله يسمع دعوة المضطهدين، وهو للظالمين بالمرصاد، وليكن أحب الأمور إليك وسطها في الحق وأجمعها لرضى العامة ".
وحفل كلام الإمام (ع) بالدعوة إلى لزوم نشر العدل والإنصاف بين الرعية فإن ترك ذلك يؤدي إلى ظلمها وإرهاقها في جميع المجالات إن الإسلام أول ما يهدف إليه في حكمه إقامة العدل وتطبيق بنوده على واقع الحياة العامة، وقد بحثنا عن ذلك على نحو التفصيل عند عرض مظاهر السياسة الإسلامية.