عليه الخمول والجمود وقد استطاع رجال الفكر الإسلامي في هذا الجو العلمي - الذي فتحه الإسلام - إلى الانطلاق في جميع ميادين العلوم فكانت بغداد والكوفة ويثرب منطلقا إلى البحوث الإسلامية وإلى المجادلة في علوم العقائد وغيرها حتى ازدهرت الحياة العلمية وبلغ المسلمون الذروة في علومهم ومعارفهم.
إن الحرية الفكرية قد رفع شعارها الإسلام لأنها المصدر الوحيد للتطور الفكري الذي هو إحدى النواميس الأصيلة في هذا الوجود.
(ب) - حرية التعبير عن الرأي:
إن حرية التعبير عن الرأي نطقا أو كتابة متممة لحرية الفكر، ولكنها مشروطة بأن لا تكون منطلقا إلى بث المبادئ الهدامة والأفكار المجافية لوحدة الأمة وتراصها أو فيها أثارة للفتن أو القذف والتحقير لأي شخص أو جماعة أو تكون منافية للأخلاق والآداب العامة فإن ذلك لا يسمح به الإسلام بأي وجه من الوجوه لأنه يؤدي إلى المفاسد والمشاكل بين صفوف المجتمع.
إن الإسلام أباح حرية إبداء الرأي وجعله حقا طبيعيا لكل إنسان فله حرية التكلم بما شاء، وحرية المحاججة وحرية النقد للحكم القائم إذا شذ عن طريق الحق ولكنه لم يسمح بأن تستعمل هذه الحرية في العدوان على الغير يقول عبد القادر عودة.
" وحرية القول في الحدود التي وضعتها الشريعة تعود دون شك على الأفراد بالنفع والتقدم وتؤدي إلى نمو الإخاء والحب والاحترام بين الأفراد والهيئات وتجمع كلمة الأمة على الحق دون غيره وتجعلهم في حالة تعاون دائم وتقضي على النعرات الشخصية الطائفية "