يستقم أمره إلا قليلا، وإنما يأتي خراب الأرض من إعواز أهلها ".
إن الدولة إذا شاركت في عمارة الأرض وساهمت في إصلاحها فإن ذلك يؤدي إلى توفير العمل وزيادة الانتاج في الحقل الزراعي، أما كيفية توفير العمل فإن ذلك يناط بالظروف والملابسات الزمنية للمجتمع والدولة الإسلامية مسؤولة عن رعايتها والوقوف عليها لتجنب المواطنين من داء الفقر الوبيل.
(ب) - رفع الضرائب عن الضعفاء:
من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الانتاج وتحسين الحالة الاقتصادية في البلاد رفع الضرائب الثقيلة عن كواهل الفقراء والضعفاء فإن ذلك يؤدي إلى إقبالهم على العمل، وزيادة إنتاجهم، وقد حقق ذلك الإمام أمير المؤمنين (ع) في دور حكومته التي تمثلت فيها العدالة الاجتماعية الكبرى يقول (ع) لبعض ولاته:
" ولا تبيعن للناس في الخراج كسوة الشتاء ولا الصيف ولا رزقا يأكلونه ولا دابة يعملون عليها " وأضاف يقول: " ولا تبع لأحد منهم عرضا في شئ من الخراج وإنما أمرنا أن نأخذ منهم بالعفو " ومن الطبيعي أن هذه الإجراءات تستأصل الفقر من البلاد وتوجب انتشار العمل وزيادته فإن الضرائب والتكاليف الثقيلة تشل الحركة الاقتصادية وترهق المجتمع إلى أبعد الحدود، وقد نص علماء الاقتصاد على بيان أضرارها وهي:
1 - إنها توجب قلة الرغبة في العمل، وتبعث اليأس والقنوط في نفوس الناس، وتقلل من نشاطهم الأمر الذي يوجب نقص الانتاج وقلة الثروة في البلاد.