3 - مراتبه:
وذكر الفقهاء مراتب للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي: " الأول " إظهار الكراهة والإعراض والمهاجرة والابتعاد عن مرتكب ذلك " الثاني " الانكار باللسان ويبتدئ أولا بالكلام اللين وبالوعظ والنصح والإرشاد والتخويف والزجر الأيسر فالأيسر حتى يصل إلى مرتبة التعنيف بالقول والغلظة في الكلام " الثالث " التهديد والتخويف " الرابع " مباشر الضرب باليد من دون أن تنتهي إلى إراقة الدماء " الخامس " تجريد السلاح وقد اختلف الفقهاء فيه فجوزه سيدنا المرتضى وتبعه العلامة في كثير من كتبه وذلك لعموم أوامر الجهاد وإطلاقها وذهب الباقون إلى عدم جواز ذلك واشترطوا إذن الإمام (ع).
4 - ما ينبغي للآمرين والناهين:
وينبغي للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر أن يكونوا من ذوي المرونة والأخلاق الرفيعة وأن يكونوا متصفين بما يأمرون به ومنتهين عما ينهون عنه وإلا فيصدق عليهم قوله تعالى: " أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " ومن الطبيعي أن كلامهم لا يؤثر ولا يجدي، وذكر النراقي رحمه الله كلاما جميلا في هذا الباب قال ما نصه:
" وينبغي كل من الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون حسن الخلق صابرا حليما قويا في نفسه لئلا ينزعج، ولا يضطرب إذا قيل في حقه ما لا يليق به فإن أكثر الناس أتباع الهوى فإذا نهوا عما يميلون إليه شق ذلك عليهم فربما أطلقوا ألسنتهم في حق الناهي ويقولون فيه ما لا يليق بشأنه وربما