الجهود على فصل الدين عن الدول الإسلامية وتجريدها من جميع المحتويات الدينية، وصرفها عن التفكير في قضاياه ليتسنى له البقاء والسيطرة على البلاد الإسلامية وأنا على ثقة إن هذه المحاولات لا بد أن تفشل وتذهب أدراج الرياح وأن الفكرة الإسلامية بإصالتها وسلامة مقاصدها لا بد أن تتبلور في المحيط العالمي وتكون ملجأ للشعوب والأمم التي ترزح تحت كابوس الفتن والشقاء من جراء هذه المبادئ المادية التي ليس فيها أي وعي سليم.
3 - الإسلام والمسيحية:
وأشاع المستعمرون وأذنابهم أن الإسلام كالمسيحية يدعو إلى الترهب والزهد وتقتصر رسالته على الأنظمة الروحية ولا تتعدى ذلك فليس فيه أي تنظيمات إدارية أو مالية أو عسكرية وليس فيه ما يعود إلى تنظيم الدولة وضرورة إقامتها وتكوينها على أساس خاص وأسلوب معين إن هذه الأقاويل لا يعضدها أي دليل أو برهان فقد أنكرت أبسط الضروريات لأن تشريعات الإسلام صريحة واضحة قد حفلت بالتشريع المدني والجنائي وحقوق الفرد والجماعة وبينت أصول الحكم وتنظيماته وليس هو كالمسيحية فإنها كما ذكروا بعيدة كل البعد عن شؤون الحياة ونظم الدولة فقد دعت إلى الترهب والتبتل فقد جاء في الأصحاح السادس " إنكم لا تقدرون أن تخدموا الله والمال لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسامكم بما تلبسون " وحثت على الرهبانية والتبتل فقد جاء في إنجيل متى (ع) " يوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السماوات من استطاع أن يقبل فليقبل " وجاء فيها ما يدعو إلى التجرد عن جميع متع الحياة فقد جاء في الأصحاح العاشر " لا تقتنوا ذهبا ولا فضة ونحاسا في مناطقكم ولا مزودا للطريق ولا