4 - الرفق بالرعية إن الإسلام يلزم الولاة والمسؤولين بالرفق بالرعية وخفض الجناح لها والعناية بشؤونها وتدبير أمورها ويعتبر زعيم الدولة أبا لرعاياه وهو مسؤول أمام الله تعالى عن تسديدهم واللطف بهم والحنان عليهم في جميع الأمور والأحوال يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في عهده لمالك الأشتر:
" وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل وتعرض لهم العلل ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه فإنك فوقهم والله فوق من ولاك " (1).
إن أهم ما يطلبه الإسلام من ولاة الأمور أن يكنوا في دخائل نفوسهم وأعماق قلوبهم الحب والرحمة والحنان لجميع المواطنين من غير فرق بين أن يكونوا مسلمين أو كتابيين لأن الرابطة الإنسانية في نظر الإسلام من أهم الروابط الخليقة بالرعاية والعطف.
إن الإسلام يحتم على ولاة الأمور أن يرفقوا بالرعية بلا فرق بين أفراد المجتمع الإسلامي كافة لا فرق بين أحد وآخر.