3 - إرسال السفراء:
ولما ظهر أمر الإسلام في يثرب بعث النبي (ص) السفراء والوفود إلى ملوك العالم وأمرائه يدعوهم إلى دين الله والدخول في حظيرة الإسلام ويحذرهم مغبة عدم الإجابة والانصياع لدعوته، وكان ذلك من أعظم الحوادث التي قام بها النبي (ص) في نشر الإسلام، فقد كانت تلك السفارات من أهم الوسائل في أداء رسالة الإسلام وإبلاغ صوته إلى الملوك والأمراء الذين حكموا العالم آنذاك فقد أنذر ملك الفرس وقيصر الروم، وكانا يقتسمان سواد العالم القديم بأسره فقد كان الأول يبسط نفوذه على شمال شرقي الجزيرة ويدين له أغلب أمراء العرب وحكامهم بالولاء والطاعة وكان الثاني يبسط حكمه على الشام وما إليها جنوبا حتى شمالي الحجاز لقد أنذر النبي (ص) هؤلاء الملوك وغيرهم من الشخصيات البارزة في العالم وهو دليل على ما تجيش به نفسه العظيمة من قوة الإيمان برسالته، وعظيم الإرادة في أعماله ونقدم إلى القراء عرضا لذلك.
1 - كسرى ملك الفرس:
وبعث النبي (ص) إلى كسرى ملك الفرس عبد الله بن حذافة السهمي وزوده بالرسالة الآتية وهذا نصها.
" بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا