وأغل فلان: اغتلت غنمه، أي عطشت.
وأغل الوادي: أنبت الغلان، بالضم، جمع غال، لنبت يأتي ذكره.
وأغل القوم: بلغت غلتهم، ويأتي في معنى الغلة قريبا.
وأغل الرجل البصر (1): إذا شدد النظر. أغلت الضياع: أعطت الغلة، فهي مغلة، إذا أتت بشيء وأصلها باق، قال زهير:
فتغلل لكم ما لا تغل لأهلها * قرى بالعراق من قفيز ودرهم (2) وقال الراجز:
أقبل سيل جاء من عند الله * يحرد حرد الجنة المغله (3) وأغل فلانا: نسبه إلى الغلول والخيانة، ومنه قراءة من قرأ: (وما كان لنبي أن (4) يغل) أي يخون، أي ينسب إلى الغلول، وهي قراءة أصحاب عبد الله، يريدون يسرق، قاله ابن السكيت، ونقله الفراء أيضا، وقيل: معناه على هذه: لا يخونه أصحابه، أو لا يخان، أي لا يؤخذ من غنيمته، وكان أبو عمرو بن العلاء ويونس يختاران: (وما كان لنبي أن يغل).
وقال ابن بري: قل أن تجد في كلام العرب ما كان لفلان أن يضرب على أن يكون الفعل مبنيا للمفعول، وإنما تجده مبنيا للفاعل، كقولك: ما كان لمؤمن أن يكذب، وما كان لنبي أن يخون، وما كان لمحرم أن يلبس، قال: وبهذا يعلم صحة قراءة من قرأ: " وما كان لنبي أن يغل " على إسناد الفعل للفاعل دون المفعول.
وغل غلولا: خان، ومنه قوله تعالى: " وما كان لنبي أن يغل " وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو وعاصم وروح وزيد كأغل، أو خاص بالفيء والمغنم، قال ابن السكيت: لم نسمع في المغنم إلا غل غلولا.
وقال أبو عبيد: الغلول من المغنم خاصة، ولا نراه من الخيانة ولا من الحقد، ومما يبين ذلك أنه يقال من الخيانة: أغل يغل، ومن الحقد: غل يغل، بالكسر، ومن الغلول: غل يغل، بالضم. وقال ابن الأثير: الغلول: الخيانة في المغنم، والسرقة، وكل من خان في شيء خفية فقد غل، وسميت غلولا لأن الأيدي فيها تغل، أي يجعل فيها الغل.
وغل في الشيء غلا: أدخل، وقال بعض العرب: ومنها ما يغل؛ يعني من الكباش ما يدخل قضيبه من غير أن يرفع الإلية، كغلغل، يقال: غله وغلغله: إذا أدخله.
وغل أيضا: دخل، يتعدى ولا يتعدى، ويقال: غل فلان المفاوز: أي دخلها وتوسطها، كانغل، وهو مطاوع غله غلا.
وتغلل في الشيء وتغلغل: دخل فيه، يكون ذلك في الجواهر والأعراض، قال ذو الرمة يصف الثور والكناس:
يحفره عن كل ساق دقيقة * وعن كل عرق في الثرى متغلغل (5) وأنشد ثعلب لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود في العرض:
تغلغل حب عثمة في فؤادي * فباديه مع الخافي يسير (6) وفي حديث المخنث هيت لما وصف المرأة قال له: قد تغلغلت يا عدو الله، الغلغلة إدخال الشيء في الشيء حتى يلتبس به ويصير من جملته، أي بلغت بنظرك من محاسن هذه المرأة حيث لا يبلغ ناظر، ولا يصل واصل، ولا يصف واصف.
وغل الغلالة: لبسها تحت الثياب، وهي: أي الغلالة، بالكسر: شعار يلبس تحت الثوب؛ لأنه يتغلل فيها، أي يدخل كالغلة، بالضم تغل تحت الدرع، أي تدخل، وجمعها الغلائل والغلل.
وغل الدهن في رأسه: أدخله في أصول شعره، وغل شعره بالطيب: أدخله فيه.