بأفظع مما فعل بابن رسول الله ص الحسين بن علي ع وأهل بيته عنادا.
والحمد لله رب العالمين على السراء والضراء والشدة والرخاء وذلك من باب وليمحص الذين آمنوا وما كتب البلاء الا على المؤمنين انتهى.
وما ذكره المقداد من أن شهادته كانت يوم التاسع عشر من جمادى الأولى قد انفرد به كما سمعت وكانه سهو من النساخ لمخالفته لما ذكره ولده وغيره من أنها كانت يوم التاسع منه وقول صاحب الأمل ان الشافعي قبل توبته كأنه مبني على ما هو المعروف من مذهب الشافعي الذي تشبث به الشهيد قدس سره ولا فكلام المقداد صريح في أن عباد بن جماعة الشافعي تحيل لاستغفاره بان ساره ساعة وكانه لما امتنع من الاستغفار علنا لئلا يثبت عليه الذنب تحيل ابن جماعة لاستغفاره سرا فقال له في سراره استغفر وانا احكم بقبول توبتك فاستغفر أمامه سرا لما لم يجد من ذلك بدا فاعلن ابن جماعة استغفاره واحاله إلى القاضي المالكي الذي لا تقبل توبته عنده فحكم بقتله. ومنه يعلم أن الجميع كانوا في غاية التعصب عليه، وحكي عن صاحب مقامع الفضل في سبب حقد ابن جماعة عليه انه جرى بينهما يوما مناظرة وكانا متقابلين وامام الشهيد دواة يكتب بها وكان الشهيد صغير الجثة وابن جماعة كبيرها فقال له ابن جماعة تحقيرا له: اني اسمع حسا من وراء الداوة ولا ارى شخصا فقال له الشهيد: ان ابن الواحد لا تكون جثته أعظم من هذا. وهو أول من لقب بالشهيد من علمائنا ولما استشهد الشيخ زين الدين لقب بالشهيد وصار يقال لمحمد بن مكي الشهيد على الاطلاق أو الشهيد الأول للتمييز بينهما ثم استشهد بعد ذلك جماعة من العلماء لأجل التشيع فلم يشتهر أحد منهم بلقب الشهيد ولقب بعضهم بالشهيد الثالث لكنه لم يشتهر بذلك كما أن لقب المحقق صار لجعفر بن سعيد الحلي صاحب الشرائع ثم صار للشيخ علي الكركي فلقب بالمحقق الثاني وحاول كثيرون ان يجعلوه لثالث فلم يكن ولقب العلامة اختص بالحسن بن المطهر الحلي، ولقب الشيخ أو شيخ الطائفة بأبي جعفر الطوسي. وفي روضات الجنات:
رأيت بخط الشهيد الثاني على ظهر مجموعة من الرسائل النفيسة كلها بخطه أبياتا للشهيد الأول أرسلها إلى بيدمر لما حبسه في قلعة دمشق وهي:
يا أيها الملك المنصور بيدمر * بكم خوارزم والأقطار تفتخر اني أراع بكم في كل آونة * وما جنيت لعمري كيف اعتذر لا تسمعن في أقوال الوشاة فقد * باؤوا بوزر وأقل ليس ينحصر والله والله ايمانا مؤكدة * اني برئ من الإفك الذي ذكروا عقيدتي مخلصا حب النبي ومن * أحبه وصحاب كلهم غرر يكفيك في فضل صديق وصاحبه * فاروقة الحق في أقواله عمر جوار احمد في دنيا وآخرة * وآية الغار للألباب معتبر والخير عثمان والمنعوت حيدرة * طلحة وزبير فضلهم شهروا سعداهم وابن عوف ثم عاشرهم * أبو عبيدة قوم بالتقى فخروا الفقه والنحو والتفسير يعرفني * ثم الأصولان والقرآن والأثر فكن كمنجك بل الله أعظمه * وزادك الله عزا ليس ينحصر اتى إليه رواة السوء إذ افكوا * فحين حقق أرداهم بما ذكروا أمير حاجب نجل العسكري له * من ذاك خبر فسله يعرف الخبر والله ما مسني منه مقابلة * بالسوء كلا ولا خسرت ما خسروا لأنني وإله العرش مفتقر * إلى نقير وقطمير له خطر لا استغيث من الضراء يعلم ذا * ربي وأستاذ دار ظل يذكر فامنن أميري ومخدومي على رجل * واغنم دعاي سرارا بعد إذ جهروا في كل عام لنا حج وكان لنا * في خدمة النجل في ذا العام محتضر محمد شاة سلطان الملوك بقي * ممتعا بحماكم عمره عمر ثم الصلاة على المختار سيدنا * والآل والصحب طرا بعده زمر خدمة المملوك المظلوم والله محمد بن مكي الشامي ويعلم من هذه القصيدة عدة أمور تاريخية وهي: انه كان قد وشي بالشهيد قدس سره إلى الأمير منجك قبل هذا فلم يقبل الوشاية وان الأمير حاجب وأستاذ الدار كانا يعلمان ذلك وانه كان يحج في كل سنة وانه كان في السنة التي استشهد فيها قد حج وكان أمير الحج محمد بن بيدمر وانه كان له خلطة مع أرباب السلطنة وأركان الدولة. وفي الروضات: رأيت في كتاب التبر المذاب في مناقب الآل والأصحاب للسيد أحمد بن محمد الحافي الحسيني الشافعي بعد ذكر الصحابة وقد حسن ان أقول:
عقيدتي مخلصا حب النبي ومن * أحبه وصحاب كلهم غرر إلى قوله: أبو عبيدة ومن بالتقى افتخروا مع زيادة قوله:
رضوان ربي عليهم كلما طلعت * شمس النهار وضاء الشمس والقمر فيكون الشهيد رحمه الله قد ضمن الأبيات الخمسة في شعره وهي لغيره.
وفي ذيل تذكر الحفاظ وصفه بالرافضي وسماه الشمس محمد بن مكي العراقي المقيم بحويزة وقال عنه انه مات بدمشق مقتولا على الرفض سنة 786 اه وفي الهامش بل على انحلال العقيدة واعتقاد مذهب النصيرية واستحلال الخمر الصرف وغير ذلك من القبائح على ما ذكره ابن العماد في الشذرات اه.
وهذا تحريف من النساخ فصحف العاملي بالعراقي والمقيم بجزين بحويزة وانظر إلى ما تفعله أر عداوة والنصب فينسب رجل من أجلاء علماء المسلمين إلى انحلال العقيدة واعتقاد مذهب النصيرية واستحلال الخمر الصرف وغير ذلك من الفضائح لأجل ستر القبائح ممن لقي الله بدمه ولا عجب فقد قال شامي لأصحاب علي ع في صفين: نقاتلكم لأنكم لا تصلون وصاحبكم لا يصلي.
مشايخه في التدريس والإجازة كان معظم قراءته عند 1 فخر الدين ابن العلامة 2 السيد عميد الدين عبد المطلب الحسيني الحلي شارح تهذيب خاله العلامة في الأصول المعروف بالعميدي 3 اخوه السيد ضياء الدين عبد الله الحسيني الحلي شارح تهذيب خاله العلامة في الأصول أيضا وكتب الشهيد كتابا جمع فيه بين ما في الشرحين سماته الجمع بين الشرحين 4 قطب الدين محمد بن محمد البويهي الرازي شارح الشمسية عن السيد حسين ابن السيد حيدر الموسوي العاملي الكركي انه سمع شيخه السيد حسين ابن الحسن الحسيني الموسوي ابن بنت المحقق الكركي يقول إن شيخنا الشهيد قدس الله سره ذكر في بعض كلماته ان طرقه إلى الأئمة المعصومين ع تزيد على ألف طريق وذكر فخر الدين ابن العلامة في بعض اجازاته ان طرقه إلى الإمام جعفر بن محمد الصادق ع تزيد على المائة ثم قال والحمد لله ان جميع هذه الطرق داخلة في طرقي ولو حاولنا ذكر طرق كل