وقفنا فسقينا المنازل أدمعا * هي الوبل والأجفان منها غمائمه لقد جارت الأيام فينا بحكمها * ومن ينصف المظلوم والخصم حاكمه وكيف يرجى للكليم إفاقة * إذا ما غدا يوما وآسيه كالمه واني رأيت الدهر أجور حاكم * سواء معاديه معا ومسالمه سل الدهر عني هل خنعت لحكمه * وهل راعني اصلاله وأراقمه وهل موضع في البر ما جبت ارضه * ولا وطأته من بعيري مناسمه ولا صحبتني قط الا مطيتي * وعضب حسام مخذم الحد صارمه وان انفراد المرء في كل مشهد * لخير من استصحاب من لا يلائمه ونحن أناس يعلم الله اننا * إذا جمح الدهر الغشوم شكائمه إذا نزل الخطب الجليل فإننا * نصابره حتى تضيق حيازمه ونسمح حتى يسام الاخذ أهله * ونصفح حتى يسام الجرم جارمه وان جاءنا عاف فانا معاشر * نشاطره أموالنا ونقاسمه بنينا من العلياء مجدا مشيدا * وما شائد مجدا كمن هو هادمه سل المجد عنا يعلم المجد اننا * بنا وطدت أركانه ودعائمه أخي وابن عمي يا ابن نصر نداء من * أقيمت لطول الهجر منك مأتمه فودك ود لا الزمان يبيده * ولا الناي يفنيه ولا الهجر ثالمه ولو رمت يوما ان تريم صبابتي * إليك أزال الشوق ما انا رائمه فوا عجبا بالسيف لما انتضيته * من الجفن لم يورق بكفك قائمه ووا عجبا للطرف لما ركبته * غداة الوغى كيف استقلت قوائمه بليث إذا ما الليث حاد عن الوغى * وغيث إذا ما للغيث أكدت سواجمه تعلم وقيت السوء ان مدامعي * لبعدك مثل العقد أوهاه ناظمه واني مذ زمت ركابك للنوى * شديد اشتياق عازب القلب هائمه وقد علم الأقوام انك يا أبا * زهير بدئ الشعر فينا وخاتمه فلا تحسبن عني الجواب موشحا * بعقد من الدر الذي أنت ناظمه فاجابه أبو زهير عن هذه القصيدة بقصيدة مطلعها: اللبين افنى دمع عينك ساجمه.
وشهد أبو الطيب المتنبي للمترجم بالشاعرية فقد جاء في اليتيمة:
اخبرني جماعة من أهل الأدب ان المتنبي لما عوتب في آخر أيامه على تراجع شعره قال: قد تجوزت في قولي وأعفيت طبعي واغتنمت الراحة مذ فارقت آل حمدان وفيهم من يقول:
وقد علمت بما لاقته منا * قبائل يعرب وابنا نزار لقيناهم بارماح طوال * تبشرهم باعمار قصار يعني أبا زهير مهلهل بن نصر بن حمدان.
ومنهم من يقول يعني أبا العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان:
أ أبا الفوارس لو رأيت مواقفي * والخيل من تحت الفوارس تنحط لقرأت منها ما تخط يد الوغى * والبيض تشكل والأسنة تنقط السيد نجم الدين مهنا بن سنان بن عبد الوهاب ابن الأمير أبي عمارة حمزة المعروف بالمهنا بن طاهر بن يحيى النسابة ابن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
من أهل عصر العلامة الحلي كان حيا سنة 720.
كان قاضي المدينة المنورة وكان جملة من أجداده قضاتها. وفي أمل الآمل : السيد نجم الدين مهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني المدني فاضل فقيه محقق له مسائل إلى العلامة وللعلامة جواباتها اه أقول وتعرف هذه المسائل بالمسائل المدنيات سال عنها العلامة الحلي لما زار أئمة العراق ع واجابه عنها العلامة وهي تدل على فضله وقد مدحه العلامة في جوابها مدحا بليغا رأيت منها نسختها في مكتبة الشيخ فضل الله النوري في طهران كان قد تملكها ابن عم والدي السيد كاظم ابن السيد احمد سنة 1294 وعليها اجازة بخط فخر المحققين للسيد حيدر بن علي الآملي وذكرت تلك الإجازة في ترجمة السيد حيدر المذكور. قال في أولها:
هذه مسائل ورسائل من العبد الفقير إلى رحمة ربه مهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني غفر الله له ولوالديه ولجميع المؤمنين إلى الشيخ العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي:
المملوك مهنا بن سنان بن عبد الوهاب الحسيني يقبل أبواب الحضرة العالية المولوية العالمية العاملية العابدية الزاهدية الورعية الناسكية الجمالية لا زالت تقبل وتخدم ويذكرها هذا الذكر الجميل والوفاق كذا ولما كانت الحضرة الجمالية قد كملت فضائلها وحسنت شمائلها وظهرت دلائلها اشتهر فضلها عند القاطن والمجتاز وعم ذلك أهل الحجاز وكان المملوك ممن سمع فطرب وانتشى وما شرب فكان كما قال الشاعر:
ولما بدا لي ذكركم في مسامعي * تعشقكم قلبي ولم يركم طرفي فكان المملوك يود انه يقضي في الحضرة الجمالية عمره ويفوز بخدمتها دهره لكن حالت حوادث الأيام دون هذا المرام فلما أذن الله سبحانه للمملوك بالاسعاد سهل طريقه إلى هذه البلاد وأوصله بفضله إلى بغداد فلما قرب من الحضرة الجمالية زاد شوقه إليها وتمنى ان لا يكون حط رحله الا عليها لكن للمملوك ببغداد علاقة وهو ملتزم بمن معه من الرفاقة وقد كان في خاطر المملوك مسائل يود لو وصلت إلى الحضرة العالية وكان يحول دون ذلك بعد البلاد القاصية فلما تصدق الحق سبحانه على المملوك بقرب الديار ولم يجل ظلام الليل بضوء النهار كتب المملوك إلى سيده بعض ما كان يحتاج إليه ويعرضه بين يديه ونسي المملوك كثيرا وما سطره وما انسانيه الا الشيطان ان أذكره فسير المملوك هذه الكراريس وهو يسال من صدقات مولانا النظر إلى ما فيها بعين الاغضاء والمسامحة فان المملوك ليس هو من أهل المكافحة ولكنه سائل متعلم وبأذيال أهل العلم ملتزم وفي ضمن الكراريس عدة مسائل يشرفها مولانا بالجواب فنفوز بالعلم ويفوز مولانا بالثواب وليكن ذلك بخط يده العالية وعبارته الشافية ليعد ذلك المملوك أفضل ما ظفر به بعد زيارة المشاهد المشرفة في سفرته ويفتخر بذلك بين أهل رتبته وقد أكثر المملوك وجاء في سؤاله بالغث والسمين ليستخرج بذلك نفائس الجوهر الثمين وما مثل المملوك في هذه المسائل الا كما قال بعض الأوائل:
ظفرت بالكنز فاحمل من نفائسه * وقد وقفت ببحر العلم فاغترف مع أن المملوك لا بد له إن شاء الله تعالى من المثول بين يدي مولانا مشيا على الاقدام فان السعي إليه من واجبات الاسلام وهو المقصود بقول الشاعر فيما مضى من الأيام:
تمام الحج ان تقف المطايا * على ليلى ويبلغها السلام لكن سير المملوك المسائل إلى الحضرة العالية لأجل ثلاثة أشياء أحدها