لمنازل الفقراء والمساكين يوصل إليهم الصدقات رأيت من مؤلفاته كتابا بخطه المبارك نظير تسلية الفؤاد في فقد الأحبة والأولاد واهتم باتمام تفسير القرآن الذي صنفه والده واتمام تفسير العشرة الأجزاء الباقية من الوسط كما ذكر في ترجمة أبيه وبينما هو مشغول بتاليفه توفي وفي أيام فتنة سالار جاهد في مساعدة الدولة فحبسه أتباع سالار هو وجماعة من اخوانه وأنصاره ولاقى شدة، ولما افتتح البلد ذهب إلى طهران فنال من السلطان كل عطف وحنان ورجع إلى المشهد مواظبا على آدابه الحسنة وسيرته المستحسنة.
وذكره في تتمة أمل الآمل فقال: عالم فاضل فقيه كامل من مراجع الدين وحكام الشرع كان ذا همة عالية في انجاح المقاصد واصلاح المفاسد في عامة خراسان ولا غرو فإنه ابن أبيه وسبط جده وهم اعلام الدين والمراجع للمؤمنين في الدنيا والدين.
وفي مطلع الشمس عند ذكر علماء خراسان: له درجة الاجتهاد ولا يفتر عن السعي في انجاح مقاصد المسلمين واصلاح مفاسدهم.
الميرزا هاشم الهمذاني قتل في همذان آخر سنة 1136 حين استيلاء الروم عليها وقتلهم أهلها.
في تتمة أمل الآمل عن تذكرة الشيخ علي حزين التي ألفها سنة 1165 ما لفظه: المؤيد بالفيض الرباني الميرزا هاشم الهمذاني عليه الرحمة فاضل همذان الفصيح الحلو اللسان البليغ البيان كان بارعا في العلوم العقلية والنقلية حاد الفكر كالسيف القاطع دقيق النظر سريع الانتقال كثير الاستحضار ولد بهمذان وسكن أصفهان وجد في تحصيل العلوم حتى ارتقى إلى أعلى درجات الكمال حتى في الطب وكانه بقراط ثان له علي الود الخالص ولما فرع من التحصيل عاد إلى وطنه همذان واشتغل بالتدريس ونشر العلوم حتى إذا كانت حادثة القتل العام التي استولت الروم فيها على همذان وقتلت أهل البلاد استشهد الفاضل المذكور فيها.
هانئ بن هانئ الهمذاني في طبقات ابن سعد: روى عن علي بن أبي طالب وكان يتشيع وكان منكر الحديث انتهى.
هانئ بن نمر أو ابن نهد الحضرمي روى نصر في كتاب صفين بسنده عن شيخ من حضرموت شهد مع علي صفين قال: كان منا رجل يدعى بهاني بن نمر وفي نسخة ابن نهد وكان شجاعا فخرج رجل من أهل الشام يدعو إلى المبارزة فلم يخرج إليه أحد فقال سبحان الله ما يمنعكم أن يخرج إليه رجل منكم فلو لا اني موعوك لخرجت إليه فما رد عليه رجل من أصحابه شيئا فوثب فقال له أصحابه سبحان الله تخرج وأنت موعوك، قال والله لأخرجن إليه ولو قتلني فلما رآه عرفه وإذا الرجل من قومه يقال له يعمر بن أسيد الحضرمي وبينهما قرابة من قبل النساء، فقال له يا هاني ارجع فإنه أن يخرج إلي غيرك أحب إلي اني لست أريد قتلك، قال له هاني ما خرجت الا وانا موطن نفسي على القتل ما أبالي أنت قتلتني أو غيرك ثم مشى نحوه فقال اللهم في سبيلك وسبيل رسولك ونصرا لابن عم نبيك ثم اختلفا ضربتين فقتله هاني وشد أصحابه نحو وشد أصحاب هاني نحوه ثم اقتتلوا وانفرجوا عن اثنين وثلاثين قتيلا.
هانئ بن نيار أبو بردة الأزدي توفي سنة 45 أو 41 أو 42 ونيار بكسر النون بعدها تحتانية خفيفة وأبو بردة بضم الباء وبالدا المهملة بعد الراء.
نسبه في الاستيعاب في باب الأسماء: هانئ بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان بن غنم بن ذبيان بن هشيم بن كاهل بن هل بن بلى بن عمرو بن إلحاف بن قضاعة حليف الأنصار أبو بردة بن نيار غلبت عليه كنيته. وفي باب الكنى: أبو بردة بن نيار اسمه هانئ بن نيار هذا قول أهل الحديث، وقيل هانئ بن عمرو هذا قول ابن إسحاق، وقيل بل اسمه الحارث بن عمرو وذكره هشيم عن الأشعث عن عدي بن ثابت بن البراء قال مر بي خالي وهو الحارث بن عمرو وهو أبو بردة بن نيار، وقيل مالك هبيرة قاله إبراهيم بن عبد الله الخزاعي ولم يختلفوا أنه من بلى وينسبونه هانئ بن عمرو بن نيار والأكثر يقولون هانئ بن نيار بن عبيد بن كلاب بن غنم بن هبيرة بن ذهب بن هانئ بن بلى بن عمرو بن حلوان بن إلحاف بن قضاعة البلوي حليف للأنصار لبني حارثة منهم. وفي الإصابة في باب الكنى: أبو بردة بن نيار الأنصاري خال البراء بن عازب اسمه هانئ وقيل اسمه مالك بن هبيرة وقيل الحارث بن عمرو كذا ذكر المزني عن ابن معين وخطاه ابن عبد الهادي فقال انما قاله ابن معين في ابن أبي موسى قلت قد وقع في حديث البراء لقيت خالي الحارث بن عمرو وقد وصف أبو بردة بن نيار بأنه خال البراء فهذا شبهة من قال اسمه الحارث ولعله خال آخر للبراء والله أعلم والأول أصح وقيل أنه عم البراء والأول أشهر انتهى.
أقوال العلماء فيه قال الشيخ في رجاله: أبو بردة الأزدي من أصحاب أمير المؤمنين ع انتهى. وعده البرقي في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين ع من اليمن وفي كلامه دلالة على أنه من خواصه المعتمدين فإنه بعد عد جماعة من أصحابه هو أحدهم قال ومن المجهولين فلان وفلان فدل على أن المذكورين أولا من المعتمدين مضافا إلى أن في انتخاب نفر قليل وتخصيصهم بالذكر من بين الجمع الكثير والجم الغفير دلالة على مزيد اختصاص لهم.
وفي الخلاصة نقلا عن رجال البرقي أنه من خاصة أمير المؤمنين ع من اليمن. وفي الاستيعاب شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد وهو خال البراء بن عازب. وقال في باب الكنى: كان رضي الله عنه عقبيا بدريا شهد أبو بردة بن نيار العقبة الثانية مع السبعين في قول موسى بن عقبة وابن إسحاق والواقدي وأبو معشر شهد بدرا واحدا وسائر المشاهد وكانت معه راية بني حارثة في غزوة الفتح. قال الواقدي توفي في أول خلافة معاوية بعد شهوده مع علي حروبه كلها. وفي الإصابة: شهد أبو بردة بدرا وما بعدها روى عن النبي ص وشهد مع علي حروبه كلها انتهى. وفي أسد الغابة: شهد العقبة الثانية مع السبعين وشهد بدرا واحدا والمشاهد كلها مع رسول الله ص وشهد الفتح وكانت معه راية بني حارثة بن الحارث يوم الفتح وشهد مع علي بن أبي طالب حروبه. وقال أيضا: شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد مع رسول الله ص روى عن النبي ص. ثم حكى عن