سيده ومولاه علي بن موسى الرضا ع وجل مدارها على ثلاثة أقسام قسم في ركوب الاخطار وخوض البحار وقطع الفيافي والقفار وقسم في التأسف والتلهف على اندراس العلم في تلك الأمصار وقسم في مدح الأئمة الاطهار والسادة الأبرار عليهم صلوات الملك الجبار ونسأله أن يدخلنا جنته وان يعفينا من عذاب النار انه الكريم الغفار.
وصاحب هذه القصيدة من علماء جبل عامل وهو السيد محمد بن علي بن يوسف بن محمد بن فضل الله من سادات آل فضل الله الكرام الشهيرين القاطنين بعيناثا:
إلى كم مقاسات الخطوب الصعائب * وقطع الفيافي وارتكاب المتاعب وخوضني عباب البحر والبحر زاخر * له زفرة تنسي فراق الحبائب وجوبي شرق الأرض والغرب طالبا * لأعلى مقام من جليل المناصب فتيا لدنيا طبعها الغدر لم تزل * تصيب بني العليا بسهم النوائب فشا الجهل في الدنيا فتعسا لأهله * وسحقا لهم حازوا جميع المعائب فوا أسفا للعلم شتت شمله * وعطل حتى ما له من مطالب عسى يسعف الرحمن فيما أريده * وتقضي لباناتي وكل ماربي ألفت فراق الأهل واعتضت عنهم * متون الجياد والصافنات السلاهب تحقر عندي همتي كل مطلب * ويقصر في عيني طويل المطالب وقائلة ما نلت فيما قطعته * من الأرض في شرقيها والمغارب فقلت لها والله أعظم مطلب * وفوق الذي أملت يا بنت غالب زيارة من يهدي الأنام بهديه * وتمحي به الآثام يوم التحاسب علي بن موسى حجة الله في الورى * كريم السجايا طيب من أطائب فهل بعد هذا يا ابنة القوم مطلب * تزج له بزل النياق النجائب ومنها:
امامي أمير المؤمنين الذي له * مناقب لا تحصى وأي مناقب تفر الأعادي حين يهتف باسمه * على صهوات الخيل يا ليث غالب فقدني إلى مغناك يا خيرة الورى * ومغني الالى هم خير ماش وراكب مهابط وحي الله عيبة علمه * سلالتك الغر الكرام الأطائب يقول الناشر: وجدنا في المسودات بعد هذه القصيدة على نفس الصفحة القصيدة الآتية ولكن سمي صاحبها فخر الدين مع نسبته إلى نفس النسب المتقدم فاحتملنا ان يكون فخر الدين هو لقب المترجم وهذا ما جاء في المسودات: للسيد فخر الدين بن علي بن يوسف بن محمد بن فضل الله الحسني يمدح بها الأمير الشيخ علي الفارس الصعبي من امراء جبل عامل:
هي البيض يروي كل صاد شرابها * هي السمر يردي كل عاد شهابها وهل أزهرت بالمجد أيام ماجد * وما كان من برق المواضي سحابها حلا لليالي ان تكدر ما صفا * فما العتب والأيام مر عتابها أبت همتي ان تقبل الضيم صاحبا * كان نعيم الخفض فيه عذابها إلى السيف أشكو عصبة لا يثيرها * من النوم الا اكلها وشرابها مطيتها في السبق غير مجدع * وصاحبها عند الرحيل جرابها شياة أقامت في الذئاب كأنها * بعدل علي سالمتها ذئابها مجيب الندا بحر الندى كاشف الردى * بعيد المدى حتف العدى وخرابها ضروب بحد السيف في كل مشهد * إذا ما حماة الحرب أكدى ضرابها له الهبوات السود والجرد شزب * بكل طويل الباع تردى عرابها له حيدر درع وناصيف ناصر * سباع قراع غابة السمر غابها جبال يقيل العالمون بظلهم * إذا جمرة الأيام عم التهابها تحف بهم من آل صعب عصابة * كثير على جرح النصال اعتصابها مصاليث طعانون من خوف بأسهم * تميد من الشم الرعان صلابها كرام وهل يعدو السماح قبيلة * لمثل علي في الزمان انتسابها لعمري لقد ارضى عليا سميه * بعزمات صدق نصرة الحق دابها لياليه بيض بحسد الصبح نورها * وأيامه عند الحسيب احتسابها تسربل أثواب المعالي وذيلها * طويل فما يغني الحسود اجتذابها علي العلى يا من مقامات فضله * على كاغد الأيام خط كتابها قصدتك بالظن الجميل لحاجة * على الله في الدارين يرجى ثوابها ممنعة الا عليك لأنها * لدى عصبة مر المذلق خطابها سللت حسام النصر لما رأيتها * يريق دم الألفاظ هدرا جوابها فقم غير مأمور بها ان جاهكم * تذل له هام الورى ورقابها وان زكاة الجاه يا سيد الورى * على الحر فرض لا يراعي نصابها عهدتك عضبا قاطعا لا يفله * قراع وسهما ليس يخطي صوابها أبى الله يا حامي الحمى ان يصدني * بمرآك عن نيل الأماني حجابها تراض بك الحاجات بعد شماسها * كما ريض من قب البطون صعابها فدونكها كالراح معنى ورقة * لها اللفظ كأس والبديع حبابها ومسكرة أبياتها فكانها * ثغور حسان والمعاني رضابها فتاة لها من در بحر صفاتكم * حلي ومن نسج الفؤاد ثيابها بقيت بقاء الشمس يا نور عينها * وكفك مفتاح العطايا وبابها أبو عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان بن جريرا أو حرب الضبي مولاهم الحافظ الكوفي.
وفاته توفي بالكوفة سنة 195 عن البخاري وفي انساب السمعاني وطبقات ابن سعد الكبرى أو 94 في أولها عن أبي داود أو 97 في ميزان الاعتدال وشهد جنازته وكيع بن الجراح.
نسبته وغزوان بغين معجمة مفتوحة وزاي ساكنة وواو وألف ونون والضبي نسبة إلى بني ضبة ذكر في محمد بن حبيب وفي انساب السمعاني والمنتسب إليهم ولاء أبو عبد الرحمن محمد بن فضيل بن غزوان بن حرب الضبي من أهل الكوفة وكان مولى بني ضبة. وفي طبقات ابن سعد عنه أنه قال شهد جدي غزوان القادسية مع مولاه رجل من بني ضبة قيل وما كان غزوان؟ قال روميا وفي تهذيب التهذيب كان أبوه ثقة وكان عثمانيا.
أقوال العلماء فيه قال الشيخ الطوسي في رجاله: محمد بن فضيل بن غزوان الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن من أصحاب الصادق ع ثقة وفي الطبقات الكبير محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي مولى لهم ويكنى أبا عبد الرحمن وكان ثقة صدوقا كثير الحديث متشيعا وبعضهم لا يحتج به. وفي تذكرة الحفاظ: محمد بن فضيل بن غزوان المحدث الحافظ أبو عبد الرحمن الضبي