وحضر دروس العمادي المفتي وكان العمادي يجله ويشهد بفضله وطلبه المولى يوسف بن أبي الفتح لإعادة درسه فحضره أياما ثم انقطع فسال الفتحي عن سبب انقطاعه فقيل إنه لا يتنزل لحضور درسك فكان ذلك الباعث على اخراجه من دمشق وسعى الفتحي عند الحكام على قتله بنسبة الرفض إليه وتحقق هو الأمر فخرج من دمشق إلى حلب هاربا ثم دخل إيران فعظمه سلطانها الشاة عباس وصيره رئيس العلماء في بلاده وكان وهو بدمشق خامل الذكر وكان يصنع القماش الغبانات المتخذة من الحرير ولذلك قيل له الحريري وكان كثير من الطلبة يقصدونه وهو في حانوته يشتغل فيقرأون عليه ولا يشغله شاغل عن العلم اه.
وهذه حال علماء السوء يسعون في قتل من يترفع عن حضور دروسهم ولا شك انه لم يكن درسا مفيدا والا لما ترفع عن حضوره.
وعن السيد نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية انه أسند عنه وحدث عنه بواسطة الحرفوشي المذكور قال في الروضات وذكر ابن الآقا في كتاب المقامع انه له الرواية عن الشيخ محمد الحرفوشي بخمس وسائط وانه يروي بتسع وسائط عن مولانا أمير المؤمنين ع قال وهذا من غريب الاسناد ولا يداني هذه الرواية شئ في علو السند غير حديث قاضي الجن الذي نقله السيد حسين ابن السيد حسين ابن السيد حيدر الكركي العاملي باسناده عن المولى جلال الدواني عن وسائط ثلاث أخر ومر حديث قاضي الجن في ترجمة ولده إبراهيم.
مؤلفاته 1 اللئالي السنية في شرح الأجرومية مجلدان 2 نهج النجاة فيما اختلف فيه النجاة لم يتم 3 شرح الزبدة في الأصول 4 شرح التهذيب في النحو 5 شرح الصمدية في النحو 6 شرح القطر للفاكهي 7 شرح الكافيجي على قواعد الاعراب لابن هشام 8 طرائف النظام ولطائف الانسجام في محاسن الاشعار 9 شرح قواعد الشهيد كذا في الأمل وفي خلاصة الأثر حاشية على شرح القواعد للشهيد 10 رسالة الخال 11 ديوان شعره 12 رسائل متعددة.
أشعاره منها قوله في الشيخ محمد الجواد الكاظمي:
جرى في حلبة العلياء شوطا * بسعي ما عدا سنن السداد ففاق السابقين إلى المعالي * وما هذا ببدع من جواد وقوله:
خليلي عرجا على رامة * لا نظر سلعا وتلك الديارا وعج بي على ربع من قد نأى * لا سكب فيه الدموع الغزارا فهل ناشد لي بوادي العقيق * عن القلب اني عدمت القرارا وقوله وكتب به إلى صديق له تمرض بالحمى:
انا مذ قيل لي بأنك تشكو * ضر حمى قد زاد بي التبريح أنت روحي وكيف يبقى سليما * جسد لم تصح فيه الروح وقوله:
حباني الوجد والحرقا * وأودع مقلتي الارقا وروع بالجفا قلبا * بغير هواه ما علقا ونا بصوارم خذم * تسمت بيننا حدقا حمى أوراد وجنته * بأسود خاله ووقى ولاح بواضح اضحى * له شمس الضحى شفقا له حصر بالحاظ الري * ما زال منتطقا وقوله:
تروم ولاة الجور نصرا على العدى * وهيهات يلقى النصر غير مصيب وكيف يروم النصر من كان خلفه * سهام دعاء من قسي قلوب وقوله:
يقولون في الغليون أفرطت رغبة * وليس بشئ تقتنيه وتختار فقلت لهم ما ذاك الا لأنه * مضاهي لا تنفك في قلبه النار وقوله:
يا ليتها إذ لم تجد بوصال * سمحت بوعد أو بطيف خيال جنحت لما رقش الوشاة ونمقوا * من انني سال ولست بسالي كيف السلو ولي فؤاد لم يزل * لجحيم نيران الصبابة صالي ومدامع لولا زفيري لم يكد * ينجو الورى من سحها المتوالي ونحول جسم واحتمال مكاره * وسهاد جفن وادكار ليالي فالأم أظما في الهوى ومواردي * فيه سراب أو لموع الآل ولم اختباري عن فؤادي كل من * القى وقلبي عند ذات الخال هيفاء رنحها الدلال فأخجلت * هيف الغصون بفدها الميال في خدها الورد الجني وثغرها * يحوي لذيذ الشهد والجريال حجبت محياها الجميل ببرقع * كرقيق غيم فوق بدر كمال ونضت من الأجفان بيض صوارم * ففرت بهن ولم تناد نزال فلكم عزيز يختشى من بأسه * اضحى لديها في أشد وبال وأخو الهوى يلقى المذلة غرة * ومذال أهل الحب غير مذال لله ليلة أقبلت بدجنة * فرقا من الواشين والعذال ووفت كما شاء الغرام وأنعمت * بالقرب بعد تبرهم ودلال وحبت فؤادي بعد نار صدودها * برد الوصال ومنتهى الآمال رثاؤه في أمل الآمل: لما توفي رثيته بقصيدة طويلة منها:
أقم مأتما للمجد قد ذهب المجد * وحل بقلبي بعده الحزن والوجد وبانت عن الدنيا المحاسن كلها * وحال بها لون الضحى فهو مسود وقائلة ما الخطب راعك وقعة * وكادت له الشم الشوامخ تنهد وما للبحار الزاخرات تلاطمت * وأمواجها أيد وساحلها خد فقلت نعى الناعي إلينا محمدا * فذاب أسىء من نعيه الحجر الصلد مضى فائق الأوصاف مكتمل العلى * ومن هو في طرق السرى العلم الفرد الشيخ محمد بن علي بن حسن بن حسين بن محمود بن محمد آل مغنية العاملي.
ولد في حدود 1178 وتوفي سنة 1249 بقرية طير دبا.