النبيل الثقة أبو علي بن همام رحمه الله والظاهر أنه من كلام النجاشي وذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال: محمد بن سهيل بن بيزان أبو علي الكاتب أحد شيوخ الشيعة حدث عن محمد بن موسى بن حماد البربري وأحمد بن محمد ابن رستم النحوي روى عنه المعافى بن زكريا الجريري وأبو بكر أحمد بن عبد الله الوراق الدوري وكان يسكن في سوق العطش اه وينقل عن كتابه كتاب الأنوار الشيخ حسين لبن عبد الوهاب المعاصر للسيد المرتضى في عيون المعجزات والسيد عبد الكريم بن أحمد ابن طاوس في فرحة الغري ويذكر سنده إلى مؤلفه واستظهر المجلسي في أول البحار ان كتاب التمحيص للمترجم وقال عندنا منتخب من كتاب الأنوار له.
وفي البحار أيضا: كتاب التمحيص متانته تدل على فضل مؤلفه وإن كان مؤلفه أبا علي كما هو الظاهر ففضله وثقته مشهوران اه وبعضهم نسب كتاب التمحيص للحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني كما مر في ترجمته.
أبو الأغر محمد بن همام البغدادي قال الشيخ أبو الحسن علي بن أبي القاسم زيد بن محمد بن الحسين البيهقي في أول شرحه على نهج البلاغة انه تلميذ السيد الرضي ويروي أبو الحسن البيهقي نهج البلاغة عنه عن الرضي قال والرواية الصحيحة في هذا الكتاب رواية أبي الأغر محمد بن همام البغدادي تلميذ الرضي وكان عالما باخبار أمير المؤمنين ع أكبر خان أبو الفتح جلال الدين محمد ملك فرغانة والهند ابن همايون بن بابر ظهير الدين محمد بن عمر الشيخ ملك فرغانة ابن مير ميرانشاه ثالث أولاد تيمورلنك الكوركاني الشهير ولد في السند 15 تشرين الأول أكتوبر سنة 1542 م وتوفي سنة 1605 م ويناسب ان نذكر أولاد ملك آبائه بوجه الاجمال وكيف كان انتقاله إلى الهند ثم ترجمته معتمدين في ذلك على ما اورده الأمير شكيب ارسلان في الجزء الرابع من كتاب حاضر العالم الاسلامي الذي قال إن أكثره منقول من تاريخ آسية للمؤرخ رينيه غروسه المستخلص من مئات التواريخ:
جده بابر امه الأميرة قوتلق نيغار آخر من بقي من سلالة جفتاي الجنكيزية كما أنه ينتسب إلى جنكيز من جهة الأب أيضا وبعد وفاة والده في 5 رمضان سنة 899 ه 1494 م انتقل إليه ملك فرغانة وعمره 12 سنة وتوفي سنة 1530 م وفي سنة 1497 م ملك ما وراء النهر ولكن غلب عليه محمد خان الشيباني مؤسس الدولة الشيبانية في بخارى فهرب إلى أفغانستان واستولى على امارة كابل سنة 1504 م وعلى قندهار سنة 1507 م وكان السلطان إبراهيم الثاني صاحب دهلي من السلاطين اللوديين الأفغانيين قد اختلف مع عمه فالتجا العم إلى كابل فقوي عز بابر على غزو الهند فغزا بنجاب بجيش لا يتجاوز 13 ألفا من ذوي النجدة ومعه مدافع ولم تكن المدافع معروفة في الهند والتقى معه السلطان إبراهيم في سهل بانيبات بمائة ألف مقاتل وألف فيل في يوم الجمعة 8 رجب سنة 932 فأقام بابر في وجه الفيلة حواجز من العجلات المسلسة بينها المدافع فأبطل عمل الأفيال ورمى بالمدافع فقتل إبراهيم وقتل من عسكره 25 ألفا وهرب الباقون ونودي ببابر ملك ملوك الهند في جامع دهلي الأعظم وحاربه الهنود ثانيا مع محمود اللودي أخي السلطان المقتول بمائة ألف مقاتل فكسرهم بالمدافع وبقي يحارب في الهند خمسة أعوام حتى دوخها وأسس فيها السلطنة المغولية التي استمرت قرنين وكان لها تاريخ كبير وابقى بابر ذكرا خالدا وكان شجاعا مقداما جامعا بين شدة الباس ورقة الأدب وحرر خاطراته المسماة بابر نتمه فكان لها شهرة عظيمة وترجمت إلى الفارسية ومنها إلى اللغات الأوروبية وكان شاعرا ويحفظ شعر عمر الخيام وحافظ الشيرازي أبوه همايون ولما مات بابر قام بعده بملك الهند ولده همايون فقهر محمد اللودي الذي كان مستوليا على مملكة أوض وجرت حروب بينه وبين شير خان الذي كان استولى على عدة ولايات من الهند تارة له واخرى عليه إلى أن فر من الهند إلى جبال أفغانستان فابى اخوته ان يملكوه شيئا فالتجا إلى شاة إيران فسير معه الشاة جيشا فتح به قندهار سنة 1545 م وكابل سنة 1550 م ومات شير خان الأفغاني سنة 1545 م فوقع النزاع بين أولاده فرأى همايون الفرصة سانحة فغزا بنجاب بخمسة عشر ألف فارس فجاءه إسكندر شاة خليفة شير خان في دهلي بثمانين ألف مقاتل ومئات من الفيلة والتقوا في سهل سير هند بين دهلي ولاهور سنة 1555 م فانتصر همايون دهلي مسترجعا ملكه ولم يلبث ان مات فدفن بالقبة التي كان بناها لنفسه في دهلي والتي تعد من أعاجيب الدنيا.
أكبر خان أبو الفتح جلال الدين محمد صاحب الترجمة كان من أعاظم السلاطين في حزمه وسداد رأيه وقوة ارادته ووفور محبته للرعية وحسن سياسته وهو الذي دوخ بلاد الهند واستولى على ممالكها وأنشأ فيها دولة عظيمة فارسية وجعل الفارسية لسانها الرسمي ومن عهده انتشرت اللغة الفارسية في الهند إلى اليوم. في كتاب حاضر العالم الاسلامي: لما مات همايون قام مقامه في السلطنة ولده أكبر أبو الفتح جمال الدين محمد وهو لما يتجاوز الرابعة عشرة من عمره ولكنه كان قد نبغ قبل بلوع أشده وكان تتويجه في البنجاب سنة 1656 م ووفقه الله بوزير مجرب اسمه بيرم وكان قد بقي في أيدي الأفغان أوض وبهار وبنغالة وغيرها وكان لدى ملكهم محمد عادل قائد اسمه هيمو ففي سنة 1556 م تمكن هيمو من استرداد دهلي ومطاردة أكبر إلى البنجاب ثم التقى هيمو ومعه مائة ألف فارس وخمسمائة فيل ولم يكن بقي مع أبكر ووزيره بيرم الا 20 ألفا في سهل بانيبات فوقع هيمو صريعا وانهزم أصحابه ودخل أكبر دهلي وانتزع من الأفغان أوض وبهار وأطاعه ملك بنغالة الأفغاني وبقي عليه تدويخ راجاوات الهندوس الأباة وكان الفاتحون المسلمون طالما هزموا ملوك الهند وفرضوا عليهم الجزية لكنهم لم يقدروا على ملاشاتهم ولا على كسب قلوبهم ففكر أكبر في اتقاء خطرهم باستطلاح قلوبهم ونيل مودتهم وحمل من يعاند منهم على السيف فجرت بينه وبينهم وقائع استولى بعدها على جفاليور سنة 1558 م وعلى اجمير 1560 وهاجم سنة 1567 رآنا ميغار والرنا أكبر من لقب راجا وهو واسطة عقد الراجاوات فانهزم الرانا إلى جبال آرافالي وترك أحد قواده الأبطال جاي مال يدافع عن عاصمته تشيتور فجاء أكبر بنفسه وحاصر المدينة ورمى أكبر جاي مال بسهم فقتله فذبح المحصورون نساءهم وأولادهم بيديهم وجعلوا منهم ركاما أشعلوا فيه النار ثم اصطفوا حول تلك النار وفتحوا أبواب المدينة ينتظرون دخول العدو