سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وكانت خمسين سوطا، فضرب وكان منسوبا إلى الزيدية.
والزيدية من أصول الشيعة، ينتسبون إلى زيد علي بن الحسين ع، وهم ثلاث طوائف، يشترطون في الامام ان يكون هاشميا، ورعا، تقيا، عالما سخيا، يخرج داعيا لنفسه، والامام بعد علي ع يشترط ان يكون فاطميا، ذكرا، بالغا، عاقلا، سليم الحواس والأطراف، شجاعا لم يمارس مهنة مرذولة، عادلا، ورعا كريما ، حسن الدراية بتصريف الأمور، مجتهدا، ويكون أفضل أهل زمانه، وإذا تساهلوا في بعض الشروط، فإنهم لا يتساهلون في كونه علويا، فاطميا، وان يبلغ مرتبة الاجتهاد، وأن يكون أفضل أهل زمانه، وهم يتفقون مع المعتزلة في أصول الدين والمذهب الزيدي قائم باليمن.
الشيخ يعقوب بن جعفر النجفي الحلي المعروف بالتبريزي وليس بتبريزي.
ولد سنة 1270 وتوفي سنة 1339 14 ربيع الثاني في النجف ودفن في وادي السلام كان فاضلا أديبا شاعرا تخرج في الأدبيات على السيد إبراهيم الطباطبائي النجفي الشاعر المشهور وكان نادبا للحسين ع وهو والد الشيخ محمد علي اليعقوبي الموجود الآن في النجف الشاعر النادب للحسين ع أيضا.
قال في الحصون المنيعة: من خيار الوعاظ في العراق ومن شيوخ قرائها وأدبائها نجفي المولد والنشأة والمدفن كان شاعرا بليغا وأديبا لبيبا، تخرج في الوعظ على يد العلامة الشهير الشيخ جعفر الشوشتري وفي الأخلاق على الملا حسين قلي الهمداني وكان من الملازمين له واخذ مبادئ الآداب عن السيد الشريف السيد إبراهيم بحر العلوم الطباطبائي ثم غادر النجف وهو ابن ثلاثين سنة فتوطن السماوة ومكث فيها خمس عشرة سنة تقريبا وانتقل منها إلى الحلة وأقام فيها كذلك وقد تخرج على يده في هذه المدة جملة من القراء المشاهير واخذوا عنه وله بعض الكتابات في أحوال أهل البيت واخبارهم وآثارهم توجد عند أولاده وله ديوان شعر يحتوي على عشرة آلاف بيت وقد خلف من الولد أربعة محمد الحسين والمهدي والحسن والشيخ محمد علي.
وقال في الطليعة: كان أديبا حافظا نائحا على الحسين ع خرج من النجف لضيق ذات يده فسكن الحلة ثم السماوة ثم عاد إلى الحلة وتوفي بالنجف وكان مفوها في منبر الخطابة مكثرا للشعر جدا وكان لا ينظم الا في أهل البيت ع ثم نظم في غيرهم وعمل في الحسين ع قصائد مرتبة على الحروف الهجائية تزيد القصيدة على المائتين.
شعره قال يرثي الحسين ع من قصيدة:
لقد ضربت فوق السماء قبابها * بنو من سما فخرا لقوسين قابها فكانت لعلياها الثريا هي الثرى * غداة أناخت بالطفوف ركابها وثارت لنيل العز والمجد وامتطت * من العاديات الضابحات عرابها لقد أفرغت فوق الجسوم دلاصها * كان المنايا ألبستها أهابها وقد جردت بيض الصفاح اكفها * وهزت من السمر الصعاد كعابها أعدت صدور الشوس مركز سمرها * طعانا واجفان السيوف رقابها سطت وبها ارتجت باطباقها الثرى * وكادت رواسي الأرض تبدي انقلابها ولما طمت في الحرب للموت أبحر * غدت خيلها منها تخوض عبابها وحين عدت منقضة في عداتها * تولت كطير حين لاقي عقابها فكم أطعمت أرماحها مهج العدا * فما كان أقرى طعنها وضرابها إلى أن بقرع الهام فلت شبا الظبا * ودقت من الأرماح طعنا حرابها هوت وبرغم الدين راحت نحورها * تعد لأسياف الظلال قرابها قضت عطشا ما بل حر غليلها * شراب وفيض النحر كان شرابها وله:
رنا الجرعاء لي لحظ طموح * فلاح له بها برق لموح فذكرني عهودا قد تقضت * فعاد الجفن وهو بها قريح وطاب لمنشقي مذ شم عرنا * به طابت من الأحباب ريح وذاك النشر أهدته الخزامي * ورند من مرابعهم وشيح سقى تلك الديار وقاطنيها * همول العين والوبل السفوح وله في رثاء الحسين:
أعظم بيوم بني الهادي وفادحه * في كربلاء به قلب الهدى انزعجا ولو وعى عظمه الصخر الأصم إذا * دما تفجر منه الصلد وانفرجا إن كان حكم لبيد بالبكا سنة * فذي الورى ناحت الأعوام والحججا هم علة الكون هم سر الوجود وهم * كانوا على الخلق بعد المصطفى حججا وكل غي بهم أبوابه غلقت * غداة قد فتحوا من رشدهم رتجا ما ضاقت الرسل ذرعا والأنام معا * تلا وكانوا لهم في ضيقهم فرجا بهم أمية كم من هاشم نسفت * بالطف كهف على سام وطود حجى لا تنس واذكر بني صخر وصنعهم * في الطف إذ ملأوا الدنيا بذاك شجى غداة قد ألبوا فيه جموعهم * صدر الفضا راح منها ضيقا حرجا لكي تخيف أمان الخائفين ومن * قد كان للخلق طرا ملجأ ورجا فثار للحرب شبل الليث حيدرة * بالعضب يفري طلى الأبطال والودجا والصحب والغلب اهلوه غدت كرما * تعوم بين يديه للردى لججا هبت بهم عاديات الخيل ضابحة * تثير نقعا به صبح الكفاح دجا وقد جلته المواضي في أشعتها * وأوجه لهم كانت به سرجا وراح وقع الظبا في الهام يطربهم * كأنما سمعت أذانهم هزجا خالوا المنية مذ وافتهم فرحا * بها فتاة أتت تبدي لهم غنجا فعانقوا البيض والسمر الطوال وقد * عافوا الحياة فما استبقوا لهم مهجا ثووا فداؤهم نفسي بمنعرج * من كربلاء الا بوركت منعرجا لم ينج في كربلاء شيخ ومكتهل * منهم ولا الطفل يا للمسلمين نجا قد أشرقت كالنجوم الزهر أرؤوسهم * لكنها اتخذت سمر القنا برجا فأزهر الأفق من أنوار أوجههم * ما بين شمس ضحى شعت وبدر دجى امامهن سرى رأس ابن فاطمة * يتلو الكتاب بذكر الله قد لهجا نهضا بني هاشم بالشوس من مضر * فما عليكم ارى لو متم حرجا فتلك زينب بعد الخدر ملحفها * يا للحمية في أيدي العدى اختلجا بحران فاضا بعينيها بدمع دم * والوجد بينهما في القلب قد مرجا