قل للعماد أدام الله انعمه * وزاده غبطة ما دامت الحقب على البرية هل أذن لخدمتنا * إياه في مجلس تجلى به الكرب عنا فقد ضاقت الدنيا بأوجهنا * واسود وجه الليالي البيض والنصب أصابنا ولديه للقلوب شفا * وللشفاه لنا أ ما دنت ضرب من كفه فهي تحيي من يقبلها * والميت من بعد ما قد شمه الترب تعيده وهي اكسير القلوب إذا * ما الغير قد راح بين الناس يرتقب وجوده بين سمار ذوي أدب * في منصب أنت فيه الأنجم الشهب من دونه يا وحيدا في الزمان على * فائذن لنا بدخول فيه ننقلب بغبطة وهنا أو بالجواب فهذا * النشيد متصل المصراع منتخب من بين كل نشيد قد حلا وبه * يحالوا لنا بعد ذاك النظم والأدب انا اختلسنا طريق النظم من ورع * زاكي الأرومة ندب فهو منتجب إذ قال ما ضرهم والخير شيمتهم * لو وافقوا سيدا تعلو به الرتب في ذبح كبش سمين قد أعد لهم * من آل يسين ان لم يعرف السبب فأجاب وخصص الجواب بالشيخ علي المذكور فقال:
يا ابن الحسين ومن فاضت قريحته * كالسيل جادت به الأنواء والسحب على الهضاب الأزر شيقا ولها * إلى لقاك ولا ينفك يحتجب عمن سواك واما أنت يا خلف الكرام * ممن لشمس الدين ينتسب فالدار دارك لا تمنعك هيبتها * عن الدخول ولا الأستار والحجب عن الزيارة ليلا أو ضحى وإذا * ما شئت كن قاطنا فيها ولا عجب من أن تكون لها ربا وصاحبها * ضيفا يقيك إذا ما نابت النوب بالمال والنفس لا راعتك رائعة * ولم تزل حليتاك العلم والأدب في الناس طرا فخذ نظما قد اتصلت * أبياته بعضها بالبعض والسبب لديك غير خفي ان سيدنا * محمدا من غدت من دونه الشهب قد قال قافية في النظم فائقة * غراء يحدو بها الركبان ان ركبوا على النياق وجنح الليل منسدل * فيستخف بأحلام لهم طرب من حسن وصل قوافيها فتحسبها * لآلئا نظمتها الخرد العرب في الجيد دمت لنا ألفا ودام لنا * كهفا نلوذ به ما دامت الحقب ثم إن السيد محمد انتقل من بركة النقية إلى عين الحمراء مع أصحابه وذبحوا ديكا وطبخوه لغذائهم وبينما هم على العين مر بهم جماعة من تبنين وتغدوا معهم وكان السيد علي قد انتقل من القلعة إلى بركة مرج دوبيه وأضافهم رجل اسمه محمد وذبح لهم عنزا فبلغهم ما جرى على عين الحمراء فارسلوا للسيد محمد وأصحابه هذه الأبيات وهي من نظم السيد هاشم عباس:
قد روضت أيدي السحاب الجون * أرضا يجنب المرج لا جيرون رقت حواشيه التي تزهر سنا * يزداد ما سرحت فيه عيوني ولقد زها دون البقاع لطافة * في أحسن التكييف والتلوين ما خلته والنور إلا جنة * حفت بولدان وحور عين من باع منظره الأنيق بغيره * خسر الثمين وباعه بالدون لم يستفد غير الأماني ذاهبا * وتراه آب بصفقة المغبون أم أين من ذا المرج عين أصبحت * حمراء ذات قذى لها يجفون فكانما القوم الألى حجوا لها * لم يأنفوا من موضع التعفين وعهدتهم شم الأنوف وما أبوا * نتنا اتى من مائها المحقون ان الذي عنه لساني صنته * من قبحها باد وغير مصون فاعجب لهم حلوا بسفح مضيقها * يتقاسمون الديك بالسكين لولا الاله وصلح خير جماعة * من أسرة تنمى إلى تبنين لرأيت بعضهم أراش لآخر * عند النزاع عليهم سهم منون ولقام بعضهم لبعض فاعلا * فعل الكليم بصنوه هارون ما كان ديككم كعنز محمد * يكفي مئين تتابعت بمئين لو كنتم معنا إذا لأكلتم * لحما طريا من فراخ النون ومن العصافير التي صيدت لنا * في القلعة الشماء كل سمين يا ليت ديككم المفرق بيننا * حظ ابن آوى كان والبزون وقال السيد هاشم عباس الموسوي يصف قلعة دوبيه وإقامتهم بها في تلك الأيام:
يا قلعة شمخت حسنا وبنيانا * على القلاع سقاك المزن هتانا أصبحت الطف مصطاف ومرتبع * وخير ملهى يرد الطوف حيرانا هذي ربوعك قد حاك الربيع لها * مطارفا طرزتها السحت ألوانا زهت رياضا غدت بالزهرة ناضرة * ومنظرا رائقا للعين فتانا كأنها جنة الفردوس مونقة * لو كان خازنها يا سعد رضوانا تنسيك ألحان اسحق إذا سجعت * بها البلابل فوق الدوح الحانا وتستخف بحور العين ان نظرت * عيناك في ربعها حورا وولدانا كان روضتها الغناء قد نسجت * من خلق من شمخت في مجده شانا من شيد الله دين المسلمين به * حتى توطد بين الخلق اركانا هو العلي علي القدر من سطعت * آيات فضل له في الناس برهانا مولى كسا الدهر حسنا نور طلعته * وقلدت كفه الأجياد احسانا من صاغه الله من لطف وابرزه * للعالمين بشكل الناس انسانا روح الهدى والندى فيه قد اتحدا * وقد غدا لهما في الكون جثمانا قد أصبحت في الورى تتلى مناقبه * على المنابر تنزيلا وقرآنا آياته الغر لو في الجن قد نزلت * لما تركن بهذا الكون شيطانا زهت به القلعة الشماء وابتهجت * وطاولت بسنا علياه كيوانا علت بأبراجها فوق البروج كما * عزت بعلياه أمثالا واقرانا ورب يوم اتيناها بخدمته * وفود انس زرافات ووحدانا حيث الربيع على غلوا شبيبته * زاه وإذا كان طرف الزهر يقظانا والرياض أريج بيننا عبق * به النسيم عليلا كان يغشانا حتى قضينا حقوقا للسرور قضت * بها الليالي وعين الله تراعانا ومجلس قد زها بالأنس رونقه * حتى تبدى لعين الأنس انسانا كساه حسنا وألطافا وزينه * عقيدة من لجيد الدهر قد زانا أضحت به رقة الصهباء رائقة * كأنما خلقها من خلقه كانا يديرها شادن من سحر مقلته * وخمر ريقته قد رحت نشوانا يكاد يجرح خديه مقبله * وان رنا خلته للدل وسنانا يسعى بها مسفرا كالبدر بان على * غصن من البان فاق البدر والبانا كسا الكؤوس احمرار اورد وجنته * ومن شذاه أعاد الراح ريحانا فلم نزل نتعاطاها على نغم * القريض والطير أشياخا وشبانا فرائد كالدراري نظمت فزهت * بجيد مجانسا درا وعقيانا سوق من الأنس قد قام السرور على * ساق بها ناشرا للبشر اعلانا نشري به من غوالي بشره دررا * ثمينة أرخصت بالأنس أثمانا يا فرصة سمحت أيدي الزمان بها * وقد يجود بخيل الكف أحيانا