فكل حديث في الندى عنه مسند * كما كل فضل عنه يرويه فاضل لقد طال حتى لم يجد من مطاول * وساجل حتى لم يجد من يساجل وقال فلم يترك مقالا لقائل * وان الصواب الحق ما هو قائل لئن فخرت يوما بسحبان وائل * ففي حمد فلتفخر الدهر عامل على أنه ان يعز مجد لوائل * نمته إلى جرثومة المجد وائل بديع زمان والبديع ابتداعه * وقس اياد والأيادي هواطل بليغ فلا عبد الحميد ببالغ * مداه وما ان واصل إذا ما جرى في الطرس يوما يراعه * رأيت القضا يجري على ما يحاول فمن أجل يقضى لمن جار واعتدى * ومن أمل يقضى لمن هو آمل يطول على السمر الطوال يراعه * ولا يفعل الخطي ما هو فاعل فيا حبذا ذاك اليراع وحبذا * بنان غدت تجري به وتساجل فهن لعمري الغيث والغوث للورى * وهن بحور والبحور جداول وهن على الأعداء يمطرن أبؤسا * ومن يسرهن اليسر للعسر قاتل فلله كم أحيت نفوسا وقتلت * بؤوسا فهن المحييات القواتل عداك الردى والبؤس يا ابن محمد * وغالت عداك الحادثات الغوائل ولا زلت منصور الكتائب في الوغى * تمدك من جند الاله قبائل حميت بلاد المسلمين وصنتها * وأنت لدين الله كاف وكافل وجمعت شمل العدل وهو مبدد * وفرقت شمل الجور والجور شامل وكم لك في يوم الحروب مواقف * ثبت لها والجو بالنقع حائل إذا صلت في الأعداء فروا كأنهم * سوام عليها الليث عاد وصائل وما زلت تروي من دمائهم الثرى * وتصدر ظمانا وسيفك ناهل تبددهم في البيد شرقا ومغربا * كما بددت شمل البغاة الاجادل طلعت على الأعداء طلعة عارض * اطل المنايا منه طل ووابل وتقري الوغى يا ابن الوغى كل باسل * كمي تحاماه الكمات البواسل فتثني عليك الوحش والطير في السما * إذ الكل منها ناله منك نائل وتثني عليك البيض والسمر في الوغى * كما لم تزل تثني الجياد الصواهل فما البيض الا في يديك صوارم * ولا السمر الا في يديك عوامل وما الخيل الا حيث تعلو متونها * جياد إذا ما قابلتك القبائل فلولاك ما ثارت جياد إلى الوغى * ولولاك لم تعقد لسيف حمائل ولا ثقف السمر العوالي مثقف * ولا صقلت بيض المواضي صياقل ولولاك زند المجد ما كان قادحا * وجيد العلى من حلية الفضل عاطل أعدت الندى حيا وقد كان ميتا * فماتت ملمات وعاشت أرامل فما خاب من جاب الموامي قاصدا * إليك ولم تكذبه فيك المخايل وما أمك العافون الا وانجعوا * وقد رحلوا تثني عليك الرواحل فما جاد فيما جدت فيه ابن حرة * ولا بذل المعروف مثلك باذل وأغرب من عنقاء ما قد رأيته * جهول بذي في الجهالة واغل غدا يدعي ما أنت فيه من العلى * ويا رب دعوى ما عليها دلائل فويل امه أين القصبا من القنا * وأين من البيض الرقاق المناجل فما كل ذي طول يطول على الورى * فرب طويل ما لديه طوائل جريت فما جاراك الا ابن أسعد * على أنه من سعدك السعد نائل علي سما في ذروة المجد والعلى * مقاما عليا دونه النجم نازل فلا غرو ان اضحى يماثل عمه * فشبل العفرنا للعفرنا مماثل حنانيك قد أغرقت في طلب العلى * رويدا فما فوق النجوم منازل خطبت العلى حتى ملكت زمامها * وطلت علاء ما طالها قط طائل سموت سمر الفرقدين على السهى * وقمت مقام البدر والبدر كامل إذا عامل في عامل جار واعتدى * سقته زعافا من يديك العوامل فكم من شديد الباس عبل شمردل * أتيح له منك الحمام المعاجل وكم لك من يوم أغر محجل * لك الخطب فيه ذل والخطب هائل رمى الله إبراهيم منك وجيشه * بغائلة فاغتالهم منك غائل ثبت لهم والحرب فاغرة اللهى * فما حلتهم فيها وأنت المماحل وفرقتهم أيدي سبأ فكانهم * قطاريع من أوكاره وهو قائل وما ملت الا نحو مجد مؤثل * وغيرك نحو المال والسلب مائل فابت وقد زملتهم بدمائهم * ونسوتهم ثكلى حيارى أرامل تروح وتغدو السافيات عليهم * وتندبهم في النادبات الثواكل تزورهم العقبان صبحا ومغربا * وتصدر عنهم وهي منهم نواهل وما برحت تعوي الذئاب عليهم * وقد ملئت منها البطون الهوازل تنوح عليهم في البراري وحوشها * وما كل من تبدي النياحة ثاكل وعدت فعادت بعدك الحرب أيما * وأنت الذي ألقحتها وهي حائل فلا زلت للهيجاء يا ابن زعيمها * زعيما تحييك القنا والقنابل وكم لك من أمثالها يا ابن قطبها * كفاك بيوم الجسر ما أنت فاعل عدوت عليهم عدوة الليث إذ رأى * فرائسه تدنو إليها الفراعل فمزقتهم بالبيض كل ممزق * وألبستهم ثوب الردى وهو شامل أبو الحسن موسى بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب في معجم الشعراء للمرزباني: أمه وأم اخوته محمد وإبراهيم وإدريس الأكبر هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي وولدت هند موسى ولها ستون سنة، وكان آدم واخذه المنصور بعد اختفائه بالبصرة فضربه يقال ألف سوط ويقال دونها ثم اطلقه. وله وهو في حبس المنصور:
إذا انا لم اقبل من الدهر كل ما * تكرهت منه طال عتبي على الدهر وهي أبيات تخلط بأبيات لأبي العتاهية. ولموسى:
تولت بهجة الدنيا * فكل جديدها خلق وخان الناس كلهم * فما أدري بمن أثق رأيت معالم الخيرات * سدت دونها الطرق فلا حسب ولا نسب * ولا دين ولا خلق وله وقد رويت لأخيه محمد:
منخرق الخفين يشكو الوجا * تنكبه أطراف مرو حداد شرده الخوف وأزرى به * كذاك من يكره حر الجلاد قد كان في الموت له راحة * والموت حتم في رقاب العباد أبو عمران موسى بن عبد الملك الأصفهاني الكاتب نزيل بغداد توفي سنة 246.
صاحب ديوان الخراج أيام المتوكل كان إماما في اللغة شاعرا ذكره صاحب نسمة السحر وابن خلكان وذكر الصدوق في العيون انه كان شيعيا. وأشهر شعره ما ذكره في نسمة السحر في ترجمة تميم بن معز بن باديس.