الشيخ يحيى في تذكرة المجتهدين له شرح مفتاح السكاكي يحيى بن محمد بن طباطبا العلوي.
هو الشريف أبو المعمر النحوي، توفي في رمضان سنة 478.
كان نحويا أديبا فاضلا يتكلم مع ابن برهان في العلم، اخذ عن علي بن عيسى الربعي وأبي القاسم الثمانيني وعنه أبو السعادات هبة الله بن الشجري وكان يفتخر به، وله شعر كثير منه:
لي صاحب لا غاب عني شخصه * ابدا وظلت ممتعا بوجوده فطن بما يوحي إليه كأنما * قد نيط هاجس فكرتي بفؤاده وله أيضا:
حسود مريض القلب يخفي أنينه * ويضحي كئيب القلب عندي حزينة يلوم على أن رحت في العلم راغبا * احصل من عند الرواة فنونه فاعرف ابكار الكلام وعونه * واحفظ مما استفيد عيونه ويزعم أن العلم لا يجلب الغنى * ويحسن بالجهل الذميم ظنونه فيا لائمي دعني أغالي بقيمتي * فقيمة كل الناس ما يحسنونه الشيخ يحيى البحراني.
له كتاب الشهاب في الحكم والآداب مطبوع أوله الحمد لله جامع الشتات ليوم النشور وباعث الأموات من الأجداث والقبور وصلى الله على المصطفى المحبور وآله الطاهرين من الخنا والفجور وبعد فقد استخرت الله وأزمعت على أن أجمع من كلام سيد البشر المصطفى الشافع في المحشر ألف حديث مما اعتقد صحته ونقلته عن مشايخي رضوان الله عليهم فقد روينا عنه ص أنه قال من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر دينه عني سماه الله في السماء وليا وفي الأرض فقيها وكنت له شفيعا وقيل له ادخل الجنة من اي باب شئت فهو الصادق إذا وعد والموفي إذا عاهد وسميته بكتاب الشهاب في الحكم والآداب ورتبته على ثلاثين من الأبواب سالكا فيه أسلوب حروف المعجم، الباب الأول والثاني في الألف الموصول والمقطوع الخ.
وللقاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضائي المغربي كتاب الشهاب في الكلمات النبوية عندنا نسخة منه ناقصة من آخرها أوله الحمد الله القادر الفرد الحكيم الفاطر الصمد الكريم باعث نبيه محمد ص بجوامع الكلم وبدائع الحكم وجاعله للناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وعلى آله الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا إما بعد فان الألفاظ النبوية والآداب الشرعية جلاء لقلوب العارفين وشفاء لأدواء الخائفين لصدورها عن المؤيد بالعصمة والمخصوص بالبيان والحكمة الذي يدعو إلى الهدى ويبصر من العمى ولا ينطق عن الهوى ص أفضل ما صلى على أحد من عباده الذين اصطفى قال القاضي وقد جمعت في كتابي هذا ما سمعته من حديث رسول الله ص وعلى ألف كلمة من الحكمة والوصايا والآداب والمواعظ والامثال قد سلمت من التكلف مبانيها وبعدت عن التعسف معانيها وبانت بالتأييد عن فصاحة الفصحاء وتميزت بهدى النبوة عن بلاغة البلغاء وجعلتها مسرودة يتلو بعضها بعضا محذوقة الأسانيد مبوبة أبوابا على حسب تقارب الألفاظ ليقرب تناولها ويسهل حفظها ثم زدت مائتي كلمة فصارت ألف كلمة ومائتي كلمة وختمت الكتاب بأدعية مروية عنه ع وأفردت الأسانيد جميعها كتابا يرجع في معرفتها إليه. ولم يرتبه على حروف المعجم لكنه جعل الباب الأول في المعرف بال فقال:
باب الأعمال بالنيات، المجالس بالأمانة، المستشار مؤتمن الخ. والباب الثاني في المبدوء بمن فقال: باب من صمت نجا من تواضع الله رفعه الله الخ والباب الثالث فيما بدئ بفعل ماض فقال باب حفت الجنة بالمكاره، وجبت محبة الله على من أغضب فحلم الخ. والباب الرابع فيما بدئ بفعل أمر فقال: باب اشفعوا تؤجروا سافروا تغنموا يسروا ولا تعسروا الخ.
ومما يستلفت النظر في هذا الكتاب اقتصاره في الصلاة على النبي على ذكر آله معه ووصفهم بالذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
وله كتاب آخر في الحكم المروية عن أمير المؤمنين علي ع سماه دستور معالم الحكم مطبوع.
الشيخ يحيى المفتي البحراني.
تلميذ المحقق الكركي، له تذكرة المجتهدين فيه تراجم جماعة من العلماء المتقدمين والمتأخرين وجملة من الرواة الأقدمين ينقل عنه كثيرا في الرياض واحتمل فيه اتحاده مع الشيخ الأحسائي ولد الشيخ إبراهيم من علماء عصر الشاة طهماسب بل اتحاده مع الشيخ شرف الدين يحيى بن عز الدين حسين بن عشيرة بن ناصر البحراني نزيل يزد.
الشيخ يحيى الحر العاملي الجبعي.
الظاهر أنه والد الشيخ حسن يحيى الحر الذي أدركناه ورأيناه والظاهر أنه كان يتولى منصبا حكوميا شرعيا من إفتاء أو قضاء ففي كتاب مجمع المسرات للدكتور شاكر الخوري صورة حجة من الأمير احمد المعني بهبة قرية مشموشة من إقليم جزين للمعروف بأبي عتمة من الطائفة المسيحية لتكون معاشا له ولأولاده وانه رفع عنها سائر الأقلام الميرية والخوابي عنه وعن ذريته مع تحديدها وتاريخ الحجة غرة شهر رمضان المعظم سنة 1087 وعلى هذه الحجة تصديق مغلق من الشيخ يحيى الحر لم يذكر له تاريخ وهو متأخر عن تاريخ الحجة لان العادة الجارية انه في كل مدة يصدق عليها من القضاة والمفتين وعليها تصديق من مفتي صيدا محمود بن منصور ومن الشيخ يحيى الحر والظاهر أنه كان قاضيا في جبع وهذه صورة تصديقه:
الحمد لله وحده. إذا قامت البنية الشرعية بتصرف بيت أبي عتمة في هذه القرية كما حررت حدودها ورسومها تصرف ملك فليس لأحد من الناس غيرهم التصرف بشئ منها بغير وجه شرعي لان الهبة عقد شرعي يفيد الملك المؤبد والله أعلم.
كاتبه الحقير محل الختم: يحيى الحر ولا يخفى انه لم يحكم لهم بالملكية وجعلها معلقة على شرط وتخلص بذلك من الاشكال.
أبو زكريا نجيب الدين يحيى الأكبر بن الحسن بن سعيد الحلي.
عالم فاضل محدث ثقة صدوق من أكابر فقهاء عصره وهو الذي نقل عنه الشهيد في شرح الارشاد في مبحث قضاء الصلاة الفائتة القول بالتوسعة. وهو جد أبي القاسم جعفر بن الحسن بن يحيى المعروف بالمحقق وجد الفقيه نجم الدين يحيى بن سعيد وقد يشتبه بهذا يروي المحقق عن والده الشيخ حسن عنه.