الأعيان والاشراف كان الشريف المذكور ممن عرض على السيف وجرى عليه ذلك الظلم والحيف وذلك في سنة 589 وانتقل ولده إلى بغداد ومعه السيد ناصر بن مهدي الحسني وكان وروده إليها في شعبان 592 وتلقيا من الخليفة الناصر لدين الله القبول ففوضت نقابة الطالبيين ببغداد إلى السيد ناصر المذكور ثم فوضت إليه الوزارة فترك أمر النقابة إلى محمد ابن السيد عز الدين فصار نقيب الطالبيين على رسم آبائه الطاهرين ثم حج ورجع إلى بلده...
وجاء في التأسيس للسيد الصدر أن شرف الدين والد المترجم كانت له عدة بنات وما كان له ابن فلما حملت زوجته بيحيى عز الدين المترجم قال شرف الدين لها أنه رأى فيما يرى النائم رسول الله ص فقال له يا رسول الله أنه سيجئ لك نافلة فما اسميه فقال ص سمه بيحيى. فقال شرف الدين لما انتبهت علمت أن المولود سيكون ذكرا وسميته بيحيى.
قال ولما قتله خوارزمشاه تنبهت أن النبي ص إنما سماه يحيى تنبيها على أنه يستشهد كما أن يحيى كان شهيدا.
انتهى ما نقلته من المصادر الموثوقة وأضيف بان المترجم قتل تأكيدا في الري ودفن في إحدى مقابرها التي كانت تقع شمال المدينة عهدئذ أي بموقع طهران حاليا. إذ أن قبر المترجم لا زال قائما في حي يقع جنوبي مدينة طهران على بعد خمسة كيلومترات عن الري الحالية ويعرف بمحلة امام زاده يحيى وعلى قبره قبة مخروطية وله ضريح وصحن وجامع ومصلى ومكتبة فيها آلاف الكتب من خطية ومطبوعة وامام يؤم المسلمين في صلواتهم الخمس.
وهذا الضريح يزار ويتبرك به من قبل مختلف الطبقات التي تطلب عنده الحوائج من الله تعالى، وقد جدد بناء القبة والحرم والصحن من قبل محمد رضا شاة بهلوي شاة إيران الحالي قبل 20 سنة أي أوائل سلطنته إذ أن العمارة القديمة كانت متداعية ومائلة للانهدام لأنها كانت مبنية من الطوب ومن أبنية القرن الثامن الهجري. والبناء الجديد والقبة أقيمت على نفس النمط الهندسي لذلك القرن المندثر. ويوجد على القبر داخل الضريح صندوق صنعه عضد الدولة البويهي وأقامه على القبر كما يظهر من الكتابة المنحوتة على الصندوق.
وقد نحتت على باب مدخل الضريح وهي من الرخام زيارة بدئت بالبسملة ثم بالسلام على جدك المصطفى والسلام على أبيك المرتضى ثم السلام على بقية الأئمة الهداة... إلى أن تنتقل الزيارة إلى السلام عليك أيها الشخص الشريف السيد الكريم العالم الجليل الشهيد النبيل عز الدين أبي القاسم يحيى من نسل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليك... الخ.
ويظهر من بعض الكتابات الأخرى على جدران الضريح من الخارج أن شخصا جليلا آخر قد دفن جنب قبر المترجم يدعى محمد من أحفاد الأئمة الاطهار ولا يعلم بالتحقيق من هو محمد هذا إذ من المتيقن أنه ليس ابن المترجم الذي انتقل إلى بغداد بعد استشهاد أبيه. وقد يكون والد المترجم وكان يدعى محمدا والله أعلم.
كما يستدل من شجرتي الجنار الضخمتين الهرمتين الواقعتين في الزقاق أمام باب صحن هذا المرقد بان قدم هذا الحي الذي يحتمل قويا أن يكون في الأصل مقبرة للري، يوازي قدم مدينة الري نفسها لأن عمر الشجرتين يقدر بحوالي ألف سنة.
فخر الدين أبو العلاء يحيى بن أبي طاهر أبي الفضل العلوي النسابة . في معجم الآداب: كان من السادات المعروفين بكتابة الأنساب أنشد في المشورة:
شاور خليلك في الخفي المشكل * وأقبل نصيحة مشفق متفضل فالله قد أوصى النبي محمدا * في قوله أشاورهم وتوكل رأيت بخطه نسبا مبسوطا قد كتبه لبعض السادات وقد ضبطه وتكلم على آبائه وأجداده بعبارة سديدة.
أبو الحسن يحيى النسابة ابن أبي محمد الحسن بن أبي الحسن جعفر الحجة ابن عبيد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
توفي بمكة المكرمة سنة 277 كان عالما فاضلا عارفا ورعا زاهدا نسابة. في عمدة الطالب: يقال أنه أول من جمع كتابا في نسب آل أبي طالب.
السيد يحيى بن أحمد الأعرجي الحلي.
ذكره في نشوة السلافة فقال: سيد لا يحتاج إلى البيان والكشف حسبه ونسبه، وظهر ظهور الشمس كماله وأدبه فمن جيد نظمه قوله حين تذكر الحلة وأهلها وهو يومئذ في المشهد الرضوي على مشرفة الصلاة والسلام:
سقى الرميلة والسعداء أمطار * وجادها بالحيا الوسمي مدرار وجررت للصبا فيه ذيول صبا * وصافحتها بليل الذيل معطار وإن جفاها الحيا حيا مرابعها * من دمع عيني هماه وهمار لا أنس ليلاتنا اللاتي بها سلفت * أيام تجمعنا والربرب الدار ومربع الأنس زاه والشباب ند * غض المعاطف والأعصار اعصار والشمل مشتمل والدار جامعة * والدهر يقضي بما نهوى ونختار يا سعد إن خبرت بالسعدان واتضحت * من جانب الحي أعلام وأذكار ولاح ظل النخيل الباسقات ضحى * وفاح من روضه المسكي أعطار وراق عينيك لجي بعقوته * بالبعد والقرب جنات وأنهار إن عسعس الليل واسودت جوانبه * واحلولكت إذ خبت للشمس أنوار تخاله والدراري فوق لجته * روضا تفتح في حضنيه أزهار ترى السفاين تجري في جوانبه * لها على الموج ورد ثم إصدار كأنها وهبوب الريح يدفعها * والموج يزبد والتيار زخار ملت مصادمة الأمواج فأدرعت * درعا حصينا تولى نسجه القار فاحبس لها الركب وابدء بالسلام وقل * يا جيرة الحي هل يرعى لكم جار ما بالكم قد نقضتم عهد ذي مقة * لم يثنه عنكم ضد وأضرار أوريتم في حشاه نار هجركم * حتى غدت من حشاه تقبس النار