الجزء الرابع: يحتوي على سبع وخمسين قصيدة تحوي ثلاثة آلاف ومائة وستة وستين بيتا ويقع في مائتين وسبع صفحات. بقي هذا الديوان الضخم نسيا منسيا حتى فتقت الفكرة لأحمد نسيم أحد الذين اشتغلوا بالأدب في مصر، فاستعان بدار الكتب المصرية، وأخرج الديوان في طبعته الحالية، وهي الوحيدة التي نتداولها. وهي على مأخذها لا باس بها من حيث الاخراج، وابتغاء الصحة، الا انها اعتمدت الترتيب الأبجدي للقصائد أي الترتيب الذي وجدت فيه نسخ الديوان. وفي ذلك بعض المشقة على المطالع.
ظهرت هذه الطبعة الأولى من الديوان سنة 1344 ه الموافقة 1925 م. وقد طبعت على مطبعة دار الكتب المصرية. وقد عرض الناشر في بدء الجزء الأول حياة الشاعر مهيار الديلمي مستندا إلى وفيات الأعيان ودمية القصر والمنتظم والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة.
ميرك موسى بن إبراهيم الحسيني التوني توفي سنة 1098.
في جامع الرواة: سيد جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة دقيق الفطنة عالم فاضل كامل دين متصلب في الدين ثقة ثبت وجه من وجوه هذه الطائفة وعين من أعيانها كلف بالقضاء في المشهد المقدس الرضوي على ساكنه السلام فلم يقبله لكمال تدينه وزهده وتقواه. له تعليقات على عيون أخبار الرضا ع وعلى الاحتجاج وغيرها.
أبو الحسن موسى بن أحمد النقيب بقم ابن محمد الأعرج ابن احمد ابن موسى المبرقع ابن الإمام محمد الجواد ع.
إليه ينتهي نسب السادة الرضوية في المشهد المقدس الرضوي كما في تاريخ قم. كان فاضلا متواضعا حسن الخلق سهل الجانب فوضت إليه النقابة في قم ونواحيها وكان في يده وظائف ورسوم السادات في آبه وقم وكاشان وخورزن وكان عدد السادات ذكورا وإناثا ثلثمائة وواحد وثلاثين ووظيفة كل واحد في كل شهر 30 منا من الخبز و 10 دراهم فضة وكلما توفي واحد رفع اسمه ومشاهرته من الديوان وأثبت أولاده. ولما ذهب أخواه إلى خراسان وبقي هو في قم قام بأمر أخيه أبي محمد الحسن وأخواته ورجعت إليه الضياع التي كانت لأبيه وما كان مرهونا منها فكه من الرهن وكانت سيرته محمودة وعاش مع أهل قم أحسن معيشة وراعى حقوقهم حتى صار كأنه أحدهم ومال إليه أهل قم وصار رئيسهم وعرف قدره مؤيد الدولة والأمير فخر الدولة واكرموه ووهبوا له بعض الخراج وحج في سنة 370 وعرف قدره الملك عضد الدولة وتاج الدولة ولما أتم الحج وجاء إلى المدينة المنورة أظهر الشفقة والرحمة على أولاد عمه وأعطاهم وخلع عليهم فشكروه كثيرا ثم عاد إلى قم ووصلها في ربيع الآخر سنة 371 فاستبشر بقدومه أهل قم ووضعوا المرايا في الأزقة والمحال وكتب إليه الصاحب الجليل كما في الكفاة أبو القاسم إسماعيل بن عباد رسالة يهنئه فيها بعوده سالما من الحج وفي سنة 375 ذهب إلى زيارة جده الرضا ع وكان أبو علي الحسين بن محمد بن نصر بن سالم مصاحبا لأبي الحسن موسى ونائبا عنه ومدبرا لأموره وكان جده نصر من خدام الجواد ع وجده سالم من جملة عتقاء أبي جعفر محمد ابن علي الرضا فعرف حق هذا البيت وقام به حق القيام وانتظمت أمور أبي الحسن بمصاحبته.
الشيخ موسى ابن الشيخ امين شرارة العاملي.
ولد سنة 1267 في قرية بنت جبيل بلفظ مؤنث ابن مضافا إلى مصغر جبل وتوفي ليلة الخميس قريب الفجر 11 شعبان سنة 1304 في بنت جبيل ودفن فيها.
وآل شرارة بيت علم في جبل عامل ومر منهم الشيخ محمد حسين شرارة ويحتمل كونهم من القبيلة العربية البدوية المعروفة بالشرارات والظاهر أن أصلهم من جزين ونزحوا عنها مع من نزح منها من الشيعة بدليل وجود مكان فيها يدعى عريض بيت شرارة إلى اليوم.
صفاته كان عالما فاضلا معاصرا محققا مدققا فقيها أصوليا شاعرا أديبا واعظا خطيبا فصيحا حسن الأخلاق عالي الهمة كثير الحفظ حسن الخط جميل الصفات جامعا لأنواع الكمالات.
وذكره في تكلمة أمل الآمل فقال: كان من حسنات العصر فاضلا في كل العلوم الاسلامية خصوصا في علوم الأدب والفقه وأصوله وله إلمام بعلمي الكلام والحكمة قوي الحافظة جدا لا ينسى ما حفظ كثير الاستحضار لكل ما قرأه من العلوم وللشعر والخطب وتواريخ العلماء وأيام العرب حسن الأخلاق كثير التواضع حسن المحاضرة جدا كثير المحبة لأهل العلم كثير الترويج لهم أبي الطبع للغاية عالي الهمة لم يقبل من أحد من علماء عصره شيئا ويكتفي بما يرسله إليه أبوه اه.
أحواله بعد ما حفظ القرآن في خمسة أشهر اشتغل بعلوم العربية في جبل عامل فقرأ النحو والصرف والمنطق والبيان وقرأ عليه الطلاب في هذه العلوم وقرأ المعالم في الأصول واقرأ شرح ألفية ابن مالك لولده بدر الدين وشرح الرضي على الكافية عدة مرار في جبل عامل والنجف وكانت مدة قراءته في جبل عامل اثنتي عشرة سنة ثم رحل إلى النجف الأشرف سنة 1288 فقرأ القوانين في الأصول وشرح اللمعة في الفقه ثم قرأ الرسائل في الأصول وهو في تلك المدة يباحث في علوم العربية والبيان والمنطق والأصول والفقه ثم صار يقرأ في الأصول والفقه خارجا عند علماء العرب والفرس واختلط بالعراقيين اختلاطا تاما أمثال السيد محمد سعيد حبوبي والشيخ احمد ابن صاحب الجواهر والسيد مهدي الحكيم والسيد حسن الصدر وغيرهم وأقام في العراق نحوا من تسع سنين ثم رجع إلى جبل عامل سنة 1297 وقد أصابه مرض السل واستمكن منه وظهرت اماراته بملازمة السعال وبحة الصوت لكنه بقي ملازما لشرب الشاي صبحا وعصرا سفرا وحضرا الذي ربما كان أحد أسباب عروض السل له أو هو السبب كما عرض ذلك لجماعة من العامليين الذين اعتادوه في العراق وهي من البلاد الحارة وقد نشأوا في بلاد باردة فكانوا شهداءه، وكان أول رجل شربه في جبل عامل وسماوره أول سماور دخلها. وصادف في جبل عامل حظا وافرا وأقبل الخاصة والعامة عليه اقبالا تاما فنشر بها العلم وأحيا معالم الدين ورفع اعلام الشرع المبين وجدد معاهد الشعر والأدب وأشاع فيها إقامة العزاء لسيد الشهداء صلوات الله عليه بترتيب المجالس الأسبوعية في بنت جبيل والنباطية وغيرهما