اثنى عليه بها ثناء عظيما بالغ في علمه وفضله وصرح باجتهاده وعدالته ونفوذ حكمه وجواز تقليده ولما مات رثاه شاعر العصر السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي بقصيدة طويلة موجودة في ديوانه.
السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الجزائري توفي في 6 ذي الحجة سنة 1158 ودفن عند المسجد الجامع بوصية منه وقبته معروفة يتبرك بها.
كان عالما فاضلا تقيا نقيا حضر على أبيه وعلى غيره من علماء عصره ذكره ولده السيد عبد الله في اجازته الكبيرة فقال: كان رضي الله عنه حافظا ذكيا دقيق الفهم متوقد الذهن مستقيم السليقة حسن اللهجة فصيح الكلام حلو المنطق جيد التعبير فطنا للنكات والدقائق عارفا بأساليب الكلام شاعرا منشئا أديبا خطيبا مجيدا مهذب الأخلاق محمود السيرة كثير المروءة متواضعا هينا لينا سهل العريكة مع ما هو عليه من الوقار وكانت أوقاته مضبوطة موزعة على مشاغله الدينية و الدنيوية لا يدخل شغلا على شغل ومن ثم كان فائزا ببركة الأوقات وكان إذا توجه لمطالعة درس أو التأمل في عبارة مشكلة يقبل عليه بجميع حواسه وهمته لا يقطعه عنه قاطع حتى ينهيه على وجهه وربما كان يدرس دروسا متعدده فكان يراجع شروحها وحواشيها ومتعلقاتها أجمع ويلقي جميع ذلك وقت التدريس مع الرد والقبول لا يغرب عنه حرف واحد وكان مع غاية حدة ذهنه وقوة ملكته كثير التثبت لا ينطق الا بعد التروي وملاحظة الأطراف وكان موفقا سعيدا من أول عمره إلى آخره عاش في سعة رزق ونعمة موفورة مستمرة وسافر إلى إيران مرارا وكان مقبولا معظما عند أرباب الدنيا والدين واجتمع في حجته وزياراته بفضلاء الحجاز والعراق وخراسان فعرفوا فضله وأذعنوا له. وذكره في ذيل السلافة فمن جملة ما قال فيه: قد ذرف على السبعين ويعين ولا يستعين ويقوم بفصل الخصومات وتنفيذ الاحكام والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الجماعات وامامة الجمعات وقضاء الحقوق والتدريس والخطابة والنقابة والنظر في مصالح الخلق ومراقبة الوفود وصلتهم. يروي بالإجازة عن الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسين الحر العاملي وهو أول من اجازه سنة 1098 وهو صبي لم يبلغ العشر سنين وذلك لما سافر به خاله السيد صالح ابن السيد عطاء الله الجزائري إلى زيارة المشهد الرضوي لنذر من والديه. ويروي بالقراءة الإجازة العامة عن والده السيد نعمة الله الجزائري.
وقال في المستدركات: العالم الجليل السيد نور الدين صاحب الرسائل المتعددة التي منها فرق اللغات في الفرق بين المتقاربات واستطرد فيها فوائد كثيرة لغوية وأدبية وهي رسالة حسنة وادعى في أولها أنه لم يجد من تصدى لجمع ذلك في كتاب أو نظمه في فصل أو إفراده في باب وإنما يوجد منها في بعض الكتب تفاريق أو نزر متشتت في بعض التعاليق الخ.
وقد أفرده بالتأليف قبله الشيخ إبراهيم الكفعمي وسماه لمع البرق في معرفة الفرق وينقل عنه في حواشي الجنة فراجع انتهى ما في المستدركات وقد نسب الرسالة المذكورة صاحب الروضات إلى والده السيد نعمة الله ولعله لذلك خصها صاحب المستدركات بالذكر واحتمال التعدد منتف لنصه على أنه لم يسبق إلى ذلك وما كانت لتخفى عليه رسالة والده.
تلمذ عليه جماعة منهم المولى علي بن علي النجار التستري وهو الذي كتب ابن المترجم شرح النخبة لأجله والآقا محمد بن فتح علي آقا ابن آقا محمد ابن أسد التستري المتوفى سنة 1163.
مؤلفاته له مصنفات 1 كتاب السيفية في اللغز كتبه في مقابل القوسية للبهائي وهو كتبه في مقابل القلمية للدواني وكلها ألغاز 2 شرح طهارة النخبة للفيض وهو شرح المقصد الأول منه في طهارة الباطن والطهورية كتبها بأمر السلطان شاة حسين الصفوي 3 فروق اللغة 4 كتاب في النحو مبسوط إلى التمييز 5 رسالة في حل بعض الأحاديث المشكلة 6 رسالة في إحكام الطهارات ألفها بأمر سلطان العصر 7 رسالة في شكوك الصلاة 8 ترجمة قصص الأنبياء لوالده 9 ترجمة وصية هشام إلى غير ذلك.
المولى نوروز علي ابن الحاج محمد باقر المعروف بالفاضل البسطامي التبريزي الأصل القزويني المولد والمسكن.
توفي سنة 1309 بمشهد الرضا ع ودفن في مقبرة قتل كاه.
فاضل محدث عالم مؤرخ قال في مطلع الشمس: أدركت صحبته وتشرف بجوار المشهد الرضوي من عهد الصبا وله تبحر عجيب في الأخبار والأحاديث قرأ أنواع العلوم على مولانا شمسي ومولانا ميرزا عسكري وله مؤلفات 1 التحفة الحسينية 2 التحفة الرضوية 3 سرور العارفين في أحوال المختار بن أبي عبيد وغير ذلك وعمره في هذه السنة وهي سنة 1302 خمس وسبعون سنة.
وفي تتمة أمل الآمل: عالم فاضل بر تقي صالح خبير بالحديث والرجال يعد من أهل العلم بالحديث عارف بأكثر العلوم الاسلامية تخرج على علماء المشهد المقدس ثم ذكر له من المؤلفات زيادة عما في مطلع الشمس: 4 سراج المتهجدين في آداب صلاة الليل والتهجد فرع منه سنة 1265 وهو كتاب حسن نافع فارسي 5 خلاصة النجاة مختصر رسالة نجاة المتقين فارسي.
وله أيضا 6 فردوس التواريخ في تاريخ مشهد الرضا ع مطبوع 7 الاكسير في أصول الدين والأخلاق ترجمة فارسية لكتابه الموسوم بزاد السالكين في تهذيب الأربعين، يعني الأربعين الغزالية وضم إليه فوائد من أخبار أهل البيت.
القاضي نور الله بن شريف الدين بن نور الله المرعشي الحسيني التستري الشهير بالأمير السيد المعروف بالشهيد الثالث.
ولد سنة 956 في بلدة تستر وتوفي شهيدا سنة 1019.
في تتمة أمل الآمل: أحد أركان الدهر وأفراد الزمان العالم العلم العلامة المتكلم الفريد والمناظر الوحيد والمجاهد السعيد بحر العلوم ومخرس الخصوم متبحر في كل العلوم ومصنف في سائر الفنون حسن التقرير جيد التحرير نقي الكلام محقق مدقق طويل الباع واسع الاطلاع من بيت شرف وعلم ورياسة وفضل وسياسة له آباء علماء حكماء رؤساء قدوة.
هاجر من وطنه أيام شبابه إلى المشهد المقدس الرضوي لتحصيل العلوم وكانت الهجرة يومئذ للعلم إلى هناك ولما بلغ ما أراد رحل إلى بلاد