بآذربيجان وتراودنا في كثير من المسائل المهمة وهو الذي ترجم الكتب الأربعة الإلهية من لغاتها إلى الفارسية بأمر من سلطان الوقت يروي عن أبيه وعمه الميرزا رحيم وكان والدي يصفهما بالفضل ويثني عليهما ثناء بليغا لما اجتمع بهما في أصبهان.
مولانا مهدي الهرندي ومولانا مهدي النراقي . ذكرهما صاحب تجربة الأحرار وقال: البحران الزاخران والدران الفاخران والنجمان المتوقدان في دار المؤمنين كاشان هذا الفاضلان العارفان مشهوران في الآفاق بانتشار العلوم والتصنيفات اللائقة واظهار السنن الشرعية في الآفاق.
أبو زهير مهلهل بن نصر بن حمدان التغلبي استشهد سنة 339 وهو غاز ببلاد الروم.
قال ابن خالويه: أبو زهير مهلهل بن حمدان أفرس العرب وأشعرها قتل الشاري وقد استفحل امره بديار ربيعة. وقال: وله شعر مليح أكثره في مكاتبات إلى أبي فراس واجتمع على أبي فراس قوم من العرب ببالس وعلى بالس جيهان بن عرفجة العميري وكثير بن عوسجة القريطي فلقيهما فاظفره الله بهم وقتل وجه بني قريط فكتب إليه أبو زهير مهلهل بن نصر بن حمدان:
يا خير منتجب ينميه خير أب * مخيلتي فيك لم تكذب ولم تخب إن كان وجهك لم تخطط عوارضه * فأنت كهل الحجى والفضل والأدب وقفت يا ابن سعيد وقفة شهرت * ما زلت أدعوك فيها فارس العرب قال المؤلف: وفي ذلك يقول أبو فراس:
سلي عني سرات بني كلاب * ببالس عند مشتجر العوالي لقيناهم بأسياف قصار * كفين مؤونة الأسل الطوال وولى بابن عوسجة كثير * وساع الخطو في ضنك المجال تدور به إماء بني قريط * وتسأله النساء عن الرجال يقلن له السلامة خير غنم * وان الذل في ذاك المقال وجيهان تولت عنه بيض * عدلن إلى الصريح من الموالي وعادوا سامعين لنا فعدنا * إلى المعهود من كرم الفعال ونحن متى رضينا بعد سخط * أسونا ما جرحنا بالنوال وكان المترجم شاعرا مجيدا. قال أبو فراس: غزونا مع سيف الدولة وفتحنا حصن العيون في سنة 339 وسني إذ ذاك تسع عشرة سنة وأوغلنا في بلد الروم وفتحنا حصن الصفصاف فقال ابن عمي أبو زهير مهلهل بن نصر بن حمدان في هذه الغزاة وفيها استشهد رضي الله عنه:
لقد سخنت عيون الروم لما * فتحنا عنوة حصن العيون وبالصفصاف جرعنا علوجا * شدادا منهم كأس المنون ودوخنا بلادهم بجرد * سواهم شزب قب البطون عليها من ربيعة كل قرم * فقيد المثل منقطع القرين وأحرقت في هذه الغزاة مدينة خرشنة وصارخة وهزم الدمستق واخذ من بطارقته عدة عديدة اه وفي معجم البلدان: حصن العيون في بلاد الثغور الرومية غزاها سيف الدولة وفتحه فقال أبو زهير المهلهل بن نصر بن حمدان لقد سخنت عيون الروم الأبيات وفيه أيضا: الصفصاف كورة من ثغور المصيصة غزاها سيف الدولة بن حمدان في سنة 339 فقال أبو زهير المهلهل بن نصر بن حمدان: وبالصفصاف جرعنا علوجا البيت اه.
وفي ذلك يقول أبو فراس في قصيدته الرائية التي يفتخر فيها بقومه ويذكر وقائعهم:
وأوردها بطن اللقان وظهره * يطان بها القتلى خفاف حواذر اخذن بأنفاس الدمستق وابنه * وعثرن بالسجام من هو عاثر وجبن بلاد الروم ستين ليلة * نغاور ملك الروم فيمن نغاور تخر لنا تلك المعاقل سجدا * وترمي لنا بالأمر تلك المطامر وما زال منا جار خرشنة امرؤ * يراوحها في غارة ويباكر وفيه يقول أبو فراس من قصيدة:
ومنا الأغر بن الأغر مهلهل * خليلي إذا ذم الخليل المعاشر فان أدع لللأواء فهو محارب * وان اسع للعلياء فهو مظافر ولما أظل الخوف دار ربيعة * ولم يبق الا ما حمته الحفائر شفى داءها يوم الشراة بوقعة * جدود بني شيبان فيها العواثر وكتب أبو زهير إلى أبي فراس قصيدة أولها: كتابي عن شوق إليك ووحشة فاجابه أبو فراس بقوله:
أيا ظالما امسى يعاتب منصفا * أتلزمني ذنب المسئ تعجرفا بدأت بتنميق العتاب مخافة * العتاب وذكرى بالجفا خشية الجفا فوافى على علات عتبك صابرا * وألفي على حالات ظلمك منصفا وكنت إذا صافيت خلا منحته * بهجرانه وصلا ومن غدره وفا فهيج لي هذا الكتاب صبابة * وجدد لي هذا العتاب تأسفا فان أدنت الأيام دارا بعيدة * شفا القلب مظلوم من القلب واشتفى فان كنته أقررت بالذنب ثانيا * وان كنته أمسكت عنك تالفا وكتب المترجم إلى أبي فراس قصيدة أولها: أيا ابن الكرام الصيد والسادة الغر فاجابه أبو فراس يقول:
الاما لمن امسى يراك وللبدر * وما لمكان أنت فيه وللقطر تحليت بالتقوى وأفردت بالعلى * واهلت للجلى وحليت بالفخر لقد سمتني لما ابتدأت بمدحتي * يدا لا أؤدي شكرها آخر الدهر فان انا لم أمنحك صدق مودتي * فمالي إلى المجد المؤثل من عذر أيا بن الكرام الغر جاءت كريمة * أيا بن الكرام الصيد والسادة الغر فضلت بها أهل القريض فأصبحت * تحية أهل البدو مؤنسة الحضر وانك في عذب الكلام وجزله * لتغرف من بحر وتنحت من صخر ومثلك معدوم الشبيه من الورى * وشعرك معدوم الشبيه من الشعر كان على ألفاظه ونظامه * بدائع ما حاز الربيع من الزهر إلى الله أشكو من فراقك لوعة * طويت لها سر الضلوع على جمر وحسرة مشتاق إذا اشتاق قلبه * تعلل بالشكوى وعاد إلى الصبر فعد يا زمان القرب في خير عيشة * وانعم بال ما بدا كوكب دري وعش يا ابن نصر ما استهلت غمامة * تروح على عز وتغدو على نصر وكتب أبو فراس إلى المترجم:
هو الطلل العافي وهاتا معالمه * فبح بهوى من أنت في القلب كاتمه وقد كنت ذا علم بما يصنع الهوى * وما جاهل شيئا كمن هو عالمه ومن ذاق طعم الحب مثلي فإنه * عليم بان الحب مر مطاعمه وما الغادة الحسناء صينت وانما * أذيلت من الدمع المصون كرائمه وما العيس سارت بالجاذر غدوة * الا انما صبري استقلت عزائمه وليس بذي وجد فتى كتم الهوى * وليس بصب من ثنته لوائمه