نكون خرجنا فيما كتبنا على أدب المجلس وان نكون وفقنا أيضا إلى أداء واجبنا من قراء الشعب.
من مراثيه قال معروف أبو خليل في رثائه:
عظم المصاب على البعيد * من الأعارب والقريب لم يشهد الاسلام مثل اليوم * هو لا في الخطوب العلم يبكي والقضاء السمح * بالدمع الصبيب ومكارم الأخلاق تشكو فقد * ذي الصدر الرحيب قدوة المصلحين بقلم: الشيخ عبد الكريم الزنجاني.
الراحل العظيم فقيد الاسلام والمسلمين السيد محسن الأمين ملئ الصفحة بالآثار الناطقة الناصعة، وبرئ الساحة عن التهاون بالقيام بالنهضة الاصلاحية الصالحة، وفي الاهتمام بشؤون العب ء الديني الأقدس الذي حمله على كتفه، لقد كانت السلطات الدينية والزمنية تعتبر كل محاولة للاصلاح خروجا على الدين وجريمة لا تغتفر بل كفرا، وفي أوساط المذاهب المتخالفة والأديان المتباينة والعقائد المتحجرة والتقاليد المترسخة، وفي بلاد كان الأجنبي قد أوجد فيها باسم الدين حجبا كثيفة على الحق قد احكم كثافتها ضيق الفكر والتعصب الذميم والجهل المطبق...
نهض الراحل العظيم الأمين بالاصلاح الديني والاجتماعي والثقافي عن طريق التأليف والتصنيف والارشاد والدعوة إلى سبيل الرشد بالحكمة والموعظة الحسنة وجادل المضلين بالتي هي أحسن وأسس المعاهد والمدارس العصرية لتثقيف البنين والبنات ونشر الثقافتين الدينية والزمنية محاولا إزالة الجهل الذي هو أس الأمراض الاجتماعية، حينما كانت هذه الأعمال مسجلة في قائمة المنكرات عند مختلف الطبقات حتى طبقة رجال الدين، ولم يترك الفقيد العظيم مجالا لاية سلطة ان تتخذ اي حجة عليه للتدخل بشؤون اصلاحه والعمل على عرقلة مساعيه.
فنصره الله جلت قدرته وأيده برجال مخلصين وثبت الله تعالى قدمه حتى سجل للاصلاح أرقاما عالية، واحدث انقلابا في الأفكار وانتباها للعقول وضجة مدوية، وترك للمسلمين كنوزا ثمينة من مؤلفاته وعلومه وآثارا جديرة بالبقاء ومستوجبة للخلود، وخلف من سيرته وتاريخ حياته ما يهيب باعلام الدين للاقتداء به والتمشي على طريقته الواضحة الجريئة، ويحفز المصلحين إلى الأخذ بخطته والنسج على منواله، فأصبح قدوة للمصلحين في القرن العشرين.
مربي الأجيال بقلم: الشيخ علي الجمال.
أيها المولى الجليل.
باسم الحي الذي يعتز باسمك ويفاخر بتراثك والذي آثلته بأبوتك وحدبك مجاهدا حيا وشرفته برفاتك الطاهرة وقلمك المناضل ميتا خالدا جئناك يا أبانا وسيدنا ومهتدانا وزعيمنا وراعينا لا لنفيك دينا لك علينا وجميلا طوقت به أعناقنا فوالله ما نملك وفاء لهذا الدين بملك الدنيا كلها ولن نقوى على أداء هذا الجميل بكل ما في النفس الإنسانية من وفاء وعرفان للجميل.
ولكنا جئنا نبكيك بذوب قلوبنا ونعرب عن مدى فجيعتنا بك ومقدار ما هد فقدك في كياننا وانه لكيان أنشأت أسسه وأقمت دعائمه وشيدت صرحه بيدك حجرا حجرا ولبنة لبنة فأخرجتنا به من الظلمات إلى النور ونقلتنا من الضلال إلى الهدى فكان اسمك الكريم يهيمن على حركاتنا وسكناتنا وكانت روحك الطاهرة تسدد خطواتنا وتنير سبلنا وكان اخلاصك الفريد الفذ يقيل من عثراتنا وينزع الغل من نفوسنا وكان قلبك الكبير يسع عظائم أمورنا وتوافهنا ويتسع لصغائرنا وكبائرنا وكانت يدك السمحة الكريمة تمسح جراحنا وتطهر نفوسنا من ادران الهوى وخبائث الأحقاد.
كنا اشتاتا فجمعتنا وكنا عدما فأوجدتنا وكنا نكرات فعرفتنا وكنا كهلاء فثقفتنا وكنا في ضلال فهديتنا وكنا مغمورين فاعززتنا فأصبحنا بنعمة الله وعطفك وحدبك وجهدك مضرب المثل بالتمسك بأهداب ديننا وصدق وطنيتنا وجمع شملنا واتحاد كلمتنا وقدرتنا على العمل الصالح المنتج في سبيل الخير العام وأصبحنا كما أراد أجدادك أئمتنا الاطهار زينا لهم لا شينا عليهم.
أيها الأب البار!... باسم أبنائك الذين لا يحصون عدا والذين نشأوا على تعاليمك السامية واهتدوا بهديك جيلا بعد جيل والذين ستظل ذكراك نبراسا لأجيالهم الصاعدة يستلهمون منها الهدى ويقتبسون منها السداد جئنا خاشعين مهطعين امام ذكرى رجل لا كالرجال وعالم لا كالعلماء وزعيم لا كالزعماء ومصلح لا كالمصلحين جئنا نقولها كلمة لله والحق والتاريخ والوفاء: ومن أحيا نفسا فكانما أحيا طائفة بأسرها واخذ بيد أمة بكاملها.
مولاي! لن يتسع هذا المقام ولا أي مقام للإحاطة بجانب من جوانب عظمتك وسموك فكيف بشخصيتك الفذة النادرة التي عقمت أجيال عن الإتيان بمثلها فهي من هذا المعدن النادر والجوهر الفرد الذي صيغت منه شخصية جدك الامام الأعظم علي بن أبي طالب ع وانى لأمثالي من الخوض في هذا الخضم المتلاطم والتصعيد لمثل هذا الطود الشامخ لولا قبس من نورك وفيض من إلهامك ينعكس علينا فيهدينا إليك ولولا عاطفة جامحة تدفعني باسم اخواني أصحابك وحوارييك لنقول كلمتنا في يوم سموت عن دنيا الفناء إلى جنة الخلد.
أيها المحسن الأمين! أحسن الله إلى روحك بقدر ما أغدقت عليها من فيض علمك وهدايتك واخلاصك وتجردك وجنبها السوء بقدر ما جانب قلبك الضغينة والحقد وعففت عنها الأذى بقدر ما تعففت يدك ولسانك وأفسح لها في جناته بقدر ما أفسحت في قلبك الكبير من رعاية للعدو والصديق والقريب والبعيد وأفاض عليهما من نعمائه بقدر ما أفاضت علينا