يحيى لست أقول أن الملكين أخطأ، بل أقول إنهما أصابا، وذلك انهما لم يختصما في الحقيقة ولا اختلفا في الحكم وانما أظهرا ذلك لينبها داود على الخطيئة ويعرفاه الحكم ويوقفاه عليه. قال: فقلت له كذلك علي والعباس لم يختلفا في الحكم ولا اختصما في الحقيقة وانما كان ذلك منهما على ما كان من الملكين. فلم يحر جوابا واستحسن ذلك الرشيد.
وروى الكليني في الكافي حديثا لمناظرة بين بعض أصحاب الصادق ع وهم حمران بن أعين ومحمد بن النعمان الأحول وهشام بن سالم وقيس الماصر وهشام بن الحكم، وبين رجل آخر بحضور الصادق، قال الصادق بعد انتهاء المناظرة لحمران: تجري الكلام على الأثر فتصيب، وقال لهشام بن سالم: تريد الأثر ولا تعرف، وقال للأحول: قياس رواغ تكسر باطلا بباطل الا أن باطلك أظهر، وقال لقيس الماصر: تتكلم وأقرب ما يكون الحق والخبر عن الرسول أبعد ما تكون منه تمزج الحق بالباطل وقليل الحق يكفي من كثير الباطل، أنت والأحول قفازان حاذقان.
قال يونس بن يعقوب الذي كان حاضرا: فظننت والله أنه يقول لهشام بن الحكم قريبا مما قال لهما، فقال: يا هشام لا تكاد تقع حتى تلوي رجليك، إذا هممت بالأرض طرت، مثلك فليكلم الناس.
وصنف هشام كتاب الألفاظ ومن ذلك يظهر أن قول الجلال السيوطي أول من صنف في أصول الفقه الشافعي بالاجماع غير صحيح لأن هشام بن الحكم كان قبل الشافعي بكثير مع أن الامامين أبو جعفر محمد بن علي الباقر وابنه أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع قد أمليا على أصحابهما قواعد هذا العلم وضوابطه والقوانين الكلية التي تفيد في هذا الباب من مباحث الألفاظ والأصول العقلية. وقد جمع جماعة من العلماء كتبا في ذلك اخذوها مما روي عن الأئمة ع منهم السيد هشام بن زين العابدين الموسوي الخونساري الأصفهاني صنف كتاب أصول آل الرسول رتبه على ترتيب كتب الأصول الموجودة اليوم ومنهم السيد عبد الله بن محمد رضا الشبري الحسيني النجفي صنف كتاب الأصول الأصلية من هذا القبيل ومنهم الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن الحر العاملي صاحب الوسائل صنف الفصول المهمة في أصول الأئمة إلى غير ذلك.
وورد في بعض الأخبار ما يقتضي ذم هشام ولعله كخرق السفينة.
ورمي بالتجسيم والمنقول عنه في ذلك: جسم لا كالأجسام. وأجاب عنه المرتضى في الشافي بوجوه منها أنه اورد ذلك على سبيل المعارضة للمعتزلة بأنه إذا قلتم بأنه شئ لا كالأشياء فقولوا أنه جسم لا كالأجسام وعزاه إلى أكثر أصحابنا ويؤيده ما عن الملل والنحل من أنه ذكر ذلك إلزاما على الغلاة.
أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي الكوفي الحافظ النسابة المشهور توفي سنة 206 وقيل 204 وقيل 205.
في اكتفاء القنوع: هو من الحفاظ والنسابين والرواة الذين ذكرهم المؤرخون في سياق كلامهم واسندوا إليهم رواياتهم. وذكره الشيخ الطوسي في رجال الصادق ع وقال أنه مولى. وذكره النجاشي في رجاله وقال: الناسب العالم بالأيام المشهور بالفضل والعلم وكان يختص بمذهبنا وله الحديث المشهور، قال اعتللت علة عظيمة نسيت منها علمي فجئت إلى جعفر بن محمد فسقاني العلم في كأس فعاد إلي علمي وكان أبو عبد الله ع يقربه ويدنيه ويبسطه. له كتب كثيرة منها: الذيل الكبير في النسب وهو ضعف كتابه الجمهرة، الجمهرة، حروب الأوس والخزرج، المشاغبات بين الاشراف، القداح والميسر، أسواق العرب، اخبار ربيعة والبسوس وحروب تغلب وبكر، انساب الأمم المعمرين، الأوائل، اخبار قريش، اخبار جرهم، اخبار لقمان بن عاد، اخبار بني تغلب وأيامهم وانسابهم، اخبار بني عجل وانسابهم، اخبار بني حنيفة، كتاب كلب، اخبار تنوخ وانسابها، مثالب ثقيف، مثالب بني أمية، الطاعون في العرب، الأصنام مطبوع بمصر، فتوح العراق، فتوح الشام، الردة، فتوح خراسان، فتوح فارس، مقتل عثمان، الجمل، صفين، النهروان، الغارات، مقتل أمير المؤمنين ع، مقتل حجر بن عدي، مقتل رشيد وميثم وجويرية بن مسهر. عين الوردة. الحكمين. مقتل الحسين ع. قيام الحسن. اخبار محمد بن الحنفية. التباشير بالأولاد.
الموؤودات. من نسب إلى امه من قبائل العرب. الطائف. رموز العرب.
غرائب قريش وبني هاشم في سائر العرب. اجراء الخيل. الرواد.
الجيران. الخطب. أخبرنا محمد بن عثمان حدثنا أحمد بن كامل حدثنا محمد بن موسى بن حماد حدثنا هشام.
وذكره ابن النديم في الفهرست عند ذكر الكتب المصنفة في تفسير القرآن فقال: كتاب تفسير الآي التي نزلت في أقوام بأعيانهم لهشام الكلبي انتهى. وذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال: هشام بن الكلبي الحافظ أحد المتروكين ليس بثقة فلهذا لم ادخله بين حفاظ الحديث وهو هشام بن محمد بن السائب الكوفي الرافضي النسابة حدث عنه أبو الأشعث وخليفة بن خياط ومحمد بن أبي السري ومحمد بن سعد يروى عنه أنه حفظ القرآن في ثلاثة أيام وقلما يروي من المسند كان اخباريا علامة انتهى.
وذكره ابن قتيبة في المعارف في النسابين وأصحاب الاخبار فقال: وابن الكلبي هشام بن محمد بن السائب كان اعلم الناس بالأنساب انتهى.
وذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال: هشام بن محمد بن السائب بن بشر أبو المنذر الكلبي صاحب التفسير حدث عن أبيه. روى عنه ابنه العباس.
وخليفة بن خياط. وشباب العصفري. ومحمد بن سعد كاتب الواقدي.
ومحمد بن أبي السري. وأبو الأشعث أحمد بن المقدام وغيرهم وهو من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها. وروى الخطيب بسنده عن محمد بن أبي السري البغدادي قال: قال لي هشام بن الكلبي حفظت ما لم يحفظه أحد ونسيت ما لم ينسه أحد كان لي عم يعاتبني على حفظ القرآن فدخلت بيتا وحلفت أن لا اخرج منه حتى احفظ القرآن فحفظته في ثلاثة أيام، ونظرت يوما في المرآة فقبضت على لحيتي لآخذ ما دون القبضة فأخذت ما فوق القبضة. وروى بسنده عن عبد الله بن أحمد هو ابن حنبل قال سمعت أبي يقول: هشام بن محمد بن السائب الكلبي من يحدث عنه انما هو صاحب نسب وسمر ما ظننت أن أحدا يحدث عنه انتهى. وفي انساب السمعاني: أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب بن بشر الكلبي من أهل الكوفة صاحب النسب يروي عن أبيه ومعروف مولى سليمان الغرائب والعجائب والاخبار التي لا أصول لها وروى عنه شباب العصفري وابنه