ف " الموجود " هو الذات التي هي عين حقيقة الوجود، فيكون المشتق في عالم اللحاظ والذهن - الذي لاحظه الواضع بعقله العرفي - مركبا، وإن كان بحسب الخارج ونفس الأمر بسيطا، لما عرفت: من أن المراد من " التركب والبساطة " التركب والبساطة العرفيتين، والذهنيتين، لا العقليتين، ولا الخارجيتين (1)، فلا تغفل.
رابعها:
قضية ما تحرر منا سابقا وفي بعض كتبنا الاخر: أن الوجودات العرضية، لا يحاذيها شئ في الأعيان إلا طور الجوهر وشأنه، وليس الكمالات الخارجية إلا كمال الجوهر ونعته، فهي ذاك في الواقع (2)، ولأجل هذا يقال: " إذا لوحظ زيد مثلا بحسب الذات وأصل الوجود، يعتبر منه المفاهيم الجوهرية، وإذا لوحظ هو أيضا بحسب كمالاته ينتزع منه العناوين الكمالية التي هي المقولات العرضية ".
وقد تقرر: أن المعلم الأول في كتاب المنطق، عبر عن " المقولات " بالعناوين الاشتقاقية، ك " المتكمم والمتكيف " (3) وهذا هو معنى " المقولة " لأن معناها المحمول.
فلا تركب في الأعيان حتى يلزم التركب في مفاد المشتقات، فمفادها كمفاد ألفاظ " الشجر " و " الحجر " يكون تركيبها عقليا، لا عقلائيا لغويا، فلا فرق بين مفاد كلمة " زيد " وكلمة " قائم " في أنه واحد بحسب الدلالة، ومتكثر بحسب اللب. بل كلمة " زيد " أكثر تكثرا من كلمة " قائم " كما هو الظاهر.