ولا يذهب عليك أن البحث لغوي، وهذا عنوان معنوي، لأنه في العنوان كذلك، ولكن الواقع ونفس الأمر يكون بحثا لغويا، لرجوعه إلى كشف حال الواضعين ولحاظهم بالقرائن والشواهد.
وإن شئت قلت: البحث هنا حول أن الألفاظ، هل هي موضوع وأسام للمعاني التي إذا تحققت ينتزع منها مفهوم " الصحة والسلامة " أو هي للأعم؟ والأمر بعد وضوحه سهل.
ثم إنك قد اطلعت خبرا على أن البحث عن مفهوم " الصحة والفساد " لا وجه له، لأن الجهة المبحوث عنها أعم من الموضوعات الموصوفة بهما، أو الموصوفة بعناوين أخرى من " السلامة والعيب والتمامية والنقصان " وغيرها، فالصحيحي لا يقصر النزاع في ذلك، حتى لو أصبح أحد ويقول: بعدم اتصاف المركبات الشرعية بالصحة، يكون هو الفارغ عن البحث، بل نظره إلى بيان أخصية الموضوع له حسب الكمال والنقص، أي أن ما هو الموضوع له هو ما ينتزع منه العناوين الكمالية المترقبة بعدما تحقق في الخارج، فلاحظ ولا تخلط.
الأمر الرابع: حول الاحتياج إلى الجامع وعدمه بعد مفروغية كون الموضوع له عاما، سواء كان الوضع عاما أو خاصا، فلا بد من تصوير الجامع على كلا المذهبين، وذلك لأن المصاديق والأفراد مختلفة الشؤون والحيثيات، ومتشتتة الجهات والحالات، ومتفاوتة في الخصوصيات، ولا يعقل أخذ جميع الخصوصيات المتباينة في الموضوع له بالضرورة، للزوم الخلف، وهو كون الموضوع له خاصا.
بل ربما يحتاج إلى الجامع المعانق مع جميع الأطوار والنشآت في الأعلام