يغفر ذنوبكم والدعاء يدفع عنكم به البلاء وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لجابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من هذا الشهر فقال جابر ما أحسن هذا الحديث فقال النبي صلى الله عليه وآله وما أشد هذه الشروط وعنه صلى الله عليه وآله ما من عبد صالح صائم يشتم فيصبر ويقول سلام عليك اني صائم لا أشتمك كما شتمتني الا قال الله تبارك وتعالى استجار عبدي بالصوم من شتم عبدي قد اجرته من النار وعن أبي جعفر عليه السلام إذا صمت فليصم سمعك وبصرك (وشعرك وجلدك وعد أشياء غير هذا وقال لا يكون يوم صومك كيوم فطرك وعن الصادق (ع) إذا صمت فليصم سمعك وبصرك صح) من الحرام والقبيح ودع عنك المرئي واذى الخادم وليكن عليك وقار الصائم ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك وعنه عليه السلام ان الصيام ليس من الطعام والشراب وحده فإذا صمتم فغضوا ابصاركم واحفظوا ألسنتكم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا قال وسمع النبي صلى الله عليه وآله امرأة تسب جاريتها وهي صائمة فامر لها بطعام وقال لها كلي فقالت اني صائمة فقال أنت صائمة وتسبين جاريتك ان الصوم ليس من الطعام والشراب وهو وإن كان محمولا على المبالغة الا ان فيه حثا عظيما على ترك المعاصي في الصوم أو خصوص السب وفي الفقه عن الرضا عليه السلام ان الصوم حجاب ضربه الله تعالى على الألسن والاسماع والابصار وسائر الجوارح وقد جعل الله تعالى على كل جارحة حقا للصيام فمن أدي حقها كان صائما ومن ترك شيئا منها نقص من فضل صومه بحسب ما ترك منها وعن الصادق عليه السلام ليس الصيام من الطعام والشراب فقط ولكن إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك وبطنك وفرجك واحفظ يدك وفرجك وأكثر السكوت الا من خير وارفق بخادمك وعنه عليه السلام ان الصيام ليس من الطعام والشراب وحده فاحفظوا ألسنتكم وغضوا ابصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا فان الحسد يأكل الايمان كما يأكل النار الحطب وفي خطبة النبي صلى الله عليه وآله من صام شهر رمضان في انصات وسكوت وكف سمعه وبصره ولسانه وفرحه وجميع جوارحه من الحرام والكذب والغيبة تقربا إلى الله تعالى قربه الله تعالى حتى تمس ركبتاه ركبتي إبراهيم الخليل عليه السلام وعن الصادق عليه السلام إذا صام أحدكم الأيام الثلاثة في الشهر فلا يجادلن أحدا ولا يجهل ولا يسرع إلى الحلف والايمان بالله فان جهل عليه أحد فليتحمله وعن الباقر عليه السلام ان الكذبة تفطر الصائم والنظرة بعد النظرة والظلم قليله وكثيره وفي وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام احذر الغيبة والنميمة فان الغيبة تفطر الصائم والنميمة توجب عذاب القبر ويفهم من مجموع هذه الأخبار ان الحسنات في الصوم يتضاعف ثوابها والمعاصي يزداد وزرها وعقابها ويجرى مثل ذلك في جميع الأمكنة المعظمة والأوقات المشرفة وانه ينبغي ان يكون الصائم في صيامه على أفضل الأحوال ومن الآداب استقبال القبلة عند النظر إلى الهلال والتكبير ورفع اليدين ومخاطبة الهلال والدعاء بالمأثور وهو كثير ومن جملته ربى وربك الله رب العالمين اللهم أهله علينا بالأمن والايمان والسلامة والاسلام والمسارعة إلى ما تحب وترضى اللهم بارك لنا في شهرنا هذا وارزقنا خيره وعونه واصرف عنا ضره وشره وبلائه وفتنته وعن شيخنا العماني انه أوجب ان يقال عند رؤيته الحمد لله الذي خلقني وخلقك وقدر منازلك وجعلك مواقيت للناس اللهم أهله علينا هلالا مباركا اللهم ادخله علينا بالسلامة والاسلام واليقين والايمان والبر والتقوى والتوفيق لما تحب وترضى ومنها السحور فعن النبي صلى الله عليه وآله تسحروا ولو بجرع الماء ألا صلوات الله على المتسحرين ان لله ملائكة ويصلون على المستغفرين والمتسحرين ويشتد استحبابه في شهر رمضان ثم مطلق الواجب المعين وبعدهما الواجب الموسع ثم المستحب والظاهر تضاعف فضله بتضاعف فضل ما هو له وكلما قرب من الفجر فهو أفضل وأفضله السويق والتمر والزبيب والماء ويستحب ان يكون في السدس الأخير من الليل ومنها تعجيل الفطور الا لمن لا تنازعه نفسه فيؤخره عن الصلاة مع عدم المنتظر أو يعارضه مرجح اخر ومنها تقديم الصلاة على الافطار الا مع وجود المنتظر أو منازعة النفس كما في الاخبار ويلحق به حصول الضعف عن الصلاة أو غيرها من العبادات أو بعض المكاسب الصروريات (الضروريات) أو فساد الزاد بالتأخير إلى غير ذلك من المرجحات ومنها أن يقول عند الافطار اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الضماء وابتلت العروق وبقى الاجر اللهم تقبل منا وأعنا عليه و سلمنا فيه وتسلمه منا وأن يقول طلبا للدعوة المستجابة عند أول لقمة بسم الله يا واسع المغفرة اغفر لي فيغفر له وورد غير ذلك و منها الافطار على الحلو وكان النبي صلى الله عليه وآله يفطر على الرطب في وقته والتمر في وقته فإن لم يكن فعلى الماء الفاتر فان الماء الفاتر ينقى الكبد ويغسله من الذنوب ويطيب النكهة والفم ويقوى الأضراس ويسكن العروق الهايجة والمرة الغالبة ويقوى الحدق ويجلو البصر ويقطع البلغم ويطفى الحرارة من المعدة ويذهب بالصداع وروى استحباب الافطار على اللبن ومنها قراءة سورة انا أنزلناه عند الفطور والسحور مقارنا أو مقدما أو مؤخرا مع الاتصال على الأقوى روى عن زين العابدين عليه السلام ان من قرأها عند فطوره وسحوره كان فيما بينهما كالمتشحط بدمه في سبيل الله تعالى ومنها افطاره يوم صومه لدعوة أخيه المؤمن أو أخته المؤمنة إلى طعام أو شراب قليل أو كثير في الصوم المندوب وربما الحق به الواجب الموسع حيث لا مانع من الافطار ولو تعارضت الدعوتان قدمت دعوة الافطار على تأمل ولو كان الغرض مجرد افساد الصيام لا تلذذه بالشراب والطعام قوى رجحان الصيام روى عن الباقر عليه السلام من ادخل على أخيه السرور بالافطار في يوم صومه حسب له بعشرة أيام وعن الصادق عليه السلام إذا اكل ولم يخبره بصومه حسب له بصيام سنة وعن الرضا عليه السلام ان الافطار أفضل ولو بعد العصر بساعة ولا يبعد ان يقال باستحباب دعوته ويتضاعف الاجر لمن أفطر ولم يخبر بصيامه كما مر وليس له أن يقول
(٣١٥)