السلام انه كان يقول إذا وضع رجله في الركاب سبحان الله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ثم سبح الله تعالى ثلاثا وحمد الله ثلاثا ثم قال رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب الا أنت وعن زين العابدين عليه السلام انه لو حج رجل ماشيا وقرء انا أنزلناه في ليلة القدر ما وجد ألم المشي وقال ما قرء أحد انا أنزلناه حين يركب دابته الا نزل منها سالما مغفورا له ولقارئها أثقل على الدواب من الحديد وعن أبي جعفر عليه السلام لو كان شئ يسبق القدر لقلنا قارئ انا أنزلناه في ليلة القدر حين يسافر أو يخرج من منزله ثاني عشرها زيادة الاعتماد والتوكل والانقطاع إلى الله تعالى وقراءة ما يتعلق بالحفظ من الآيات والدعوات وقراءة ما يناسب ذلك كقوله تعالى كلا ان معي ربي سيهدين وقوله تعالى إذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا ودعاء التوجه ونحو ذلك ثالث عشرها تحسين ما يصحبه من الزاد والراحلة في السفر لا سيما سفر الحج فعن النبي صلى الله عليه وآله من شرف الرجل ان يطيب زاده إذا خرج في سفر وعنه صلى الله عليه وآله إذا سافرتم فاتخذوا سفرة وتنوقوا فيها يعني بالسفرة طعام المسافر وعن علي بن الحسين عليهما السلام انه كان إذا سافر إلى مكة إلى الحج تزود من أطيب الزاد من اللوز والسكر والسويق المحمص يعني المشوي والمحلى الذي فيه الحلواء وعن النبي صلى الله عليه وآله واله ما من نفقة أحب إلى الله تعالى من نفقة قصد ويبغض الاسراف الا في حج أو عمرة وعن الصادق عليه السلام ان من المروة في السفر كثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك ويستثنى من استحباب التنوق في السفر السفر إلى زيارة الحسين عليه السلام فعن الصادق عليه السلام أنه قال لبعض أصحابه تأتون قبر أبي عبد الله عليه السلام فعن الصادق عليه السلام قال له نعم قال تتخذون لذلك سفرة فقلت نعم قال إما لو أتيتم قبور ابائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك قال فقلت فأي شئ نأكل قال الخبز واللبن وعنه عليه السلام أيضا أنه قال بلغني ان قوما إذا زار والحسين عليه السلام حملوا معهم السفرة فيها الجداء والا خبصة وأشباهه ولو زاروا قبور ابائهم ما حملوا معهم هذا رابع عشرها اتخاذ الرفقة في السفر ويكره الوحدة فعن النبي صلى الله عليه وآله الرفيق ثم السفر وعنه صلى الله عليه وآله أيضا الا أخبركم بشر الناس ثم قال من سافر وحده ومنع رفده وضرب عبده وعنه صلى الله عليه وآله أيضا أنه قال لعلي عليه السلام لا تخرج في سفر وحدك فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد يا علي ان الرجل إذا سافر وحده فهو غاو والاثنان غاويان والثلاثة نفر وعن الكاظم عليه السلام لعن رسول الله صلى الله عليه وآله ثلثه الاكل زاده وحده والنائم في بيت وحده والراكب في الفلاة وحده وعن الصادق عليه السلام البائت في البيت وحده شيطان والاثنان لمة والثلاثة انس واللمة بالضم والتشديد الصحابة وعنه عليه السلام أيضا الواحد شيطان والاثنان شيطانان والثلاثة صحب والأربعة رفقة وعن النبي صلى الله عليه وآله أحب الصحابة إلى الله أربعة وما زاد قوم على سبعة الأكثر لغطهم (التشاجر) وعن الكاظم عليه السلام من خرج في سفر وحده فليقل ما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله اللهم انس وحشتي وأعني على وحدتي واد غيبتي خامس عشرها المحافظة على مكارم الأخلاق في السفر فعن الباقر عليه السلام انه كان يقول ما يعبأ بمن يؤم هذا البيت إذا لم تكن فيه ثلاث خصال خلق يخالق به من صحبه أو حلم يملك به من غضبه أو ورع يحجزه عن محارم الله تعالى وعن الصادق عليه السلام وطن نفسك على حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك وكف لسانك واكظم غيظك وأقل لغوك وتفرش عفوك وتسخى نفسك وعن الصادق عليه السلام أيضا ان لقمان قال لابنه يا بني إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في امرك وأمورهم وأكثر التبسم في وجوههم وكن كريما على زادك بينهم وإذا دعوك فأجبهم وإذا استعانوا بك فأعنهم واستعمل طول الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك من دابة أو ماء أو زاد وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلى وأنت مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورتك فإن لم يمحض النصح لمن استشاره سلبه الله رأيه ونزع منه الأمانة وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم وإذا رايتهم يعملون عملا فاعمل معهم وإذا تصدقوا أو أعطوا قرضا فاعط معهم واستمع لمن هو أكبر منك سنا وإذا أمروك بأمر وسألوك شيئا فقل نعم ولا تقل لا فان لا عي ولوم وإذا تحيرتم في الطريق فانزلوا وإذا شككتم في القصد فقفوا وتوامروا وإذا رأيتم شخصا واحدا لا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه فان الشخص الواحد في الفلاة مريب لعله يكون عينا للصوص أو يكون هو الشيطان الذي حيركم واحذروا الشخصين أيضا الا ان تروا ما لا ارى فان العاقل إذا بصر بعينه شيئا عرف الحق منه والشاهد يرى ما لا يرى الغائب يا بنى إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشئ صلها واسترح منها فإنها دين وصل في جماعة ولو على رأس زج يعنى الحديد في طرف الرمح ولا تنامن على دابتك فان ذلك سريع في دبرها وليس ذلك من فعل الحكماء الا أن تكون في محمل يمكنك فيه التمدد لاسترخاء المفاصل وإذا قربت من المنزل فأنزل عن دابتك وابدا بعلفها قبل نفسك (فإنها نفسك) وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرض حسنتها لونا وألينها تربة وأكثرها عشبا فإذا نزلت فصل ركعتين قبل ان تجلس وإذا أردت قضاء حاجتك فأبعد المدى في الأرض وإذا ارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الأرض التي حللت بها وسلم ما عليها وعلى أهلها فان لكل بقعة أهلا من الملائكة وان استطعت ان لا تأكل
(٤٢٣)